الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي ، رضي الله عنه : " ويقول إذا ركع : سبحان ربي العظيم ثلاثا وذلك أدنى الكمال "

                                                                                                                                            [ ص: 120 ] قال الماوردي : وهذا كما قال : التسبيح في الركوع والسجود سنة مأثورة ، وليس بواجب وهذا قول كافة الفقهاء وقال أحمد بن حنبل : التسبيح فيها واجب لرواية عقبة بن عامر قال : لما نزل قوله تعالى : فسبح باسم ربك العظيم [ الواقعة : 74 ] . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اجعلوها في ركوعكم " . ولما نزل سبح اسم ربك الأعلى قال صلى الله عليه وسلم : " اجعلوها في سجودكم

                                                                                                                                            وروى صلة بن زفر عن حذيفة أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يقول في ركوعه : " سبحان ربي العظيم ، وفي سجوده : سبحان ربي الأعلى

                                                                                                                                            ودليلنا : قوله صلى الله عليه وسلم للأعرابي في حديث " أبي هريرة : ثم اركع حتى تطمئن راكعا ، ثم ارفع حتى تعتدل قائما ، فاقتصر به على بيان المفروض ، ولم يكن في بيان التسبيح ، وهكذا حين وصف أبو حميد الساعدي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأن أفعال الصلاة ضربان :

                                                                                                                                            أحدهما : لم يكن خضوعا في نفسه كالقيام ، والقعود لاشتراك فعله الخالق والمخلوق ، فهذا مفتقر إلى ذكر فيه ليمتاز به عن أفعال المخلوقين

                                                                                                                                            والثاني : ما كان خضوعا في نفسه كالركوع والسجود ، لأنه لا يستباح إلا للخالق دون المخلوق فلا يفتقر إلى ذكر ليميزه عن أفعال المخلوقين ، فأما الخبر فعلى طريق الاستحباب

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية