الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في الخليفة يستخلف

                                                                      2939 حدثنا محمد بن داود بن سفيان وسلمة قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال قال عمر إني إن لا أستخلف فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف وإن أستخلف فإن أبا بكر قد استخلف قال فوالله ما هو إلا أن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر فعلمت أنه لا يعدل برسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا وأنه غير مستخلف

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( قال عمر ) : أي قيل لعمر رضي الله عنه لما أصيب ألا تستخلف خليفة بعدك على الناس ، فقال عمر في جوابه ( إن لا أستخلف ) : أي أن أترك الاستخلاف ( فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف ) : أي لم يجعل أحدا بعينه خليفة نصا ( وإن أستخلف ) : أنا أحدا بالتعيين ( فإن أبا بكر قد استخلف ) : أي جعل عمر خليفة وقت وفاته ، فأخذ عمر وسطا من الأمرين فلم يترك التعيين بمرة ولا فعله منصوصا فيه على الشخص المستخلف وجعل الأمر [ ص: 125 ] في ذلك شورى بين من قطع لهم بالجنة ، وأبقى النظر للمسلمين في تعيين من اتفق عليه رأي الجماعة الذين جعلت الشورى فيهم . قاله القسطلاني : قال النووي : حاصله أن المسلمين أجمعوا على أن الخليفة إذا حضره مقدمات الموت وقبل ذلك يجوز له الاستخلاف ويجوز له تركه ، فإن تركه فقد اقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا ، وإلا فقد اقتدى بأبي بكر وأجمعوا على انعقاد الخلافة بالاستخلاف وعلى انعقادها بعقد أهل الحل والعقد لإنسان إذا لم يستخلف الخليفة ، وأجمعوا على جواز جعل الخليفة الأمر شورى بين جماعة كما فعل عمر بالستة ، وأجمعوا على أنه يجب على المسلمين نصب خليفة ووجوبه بالشرع لا بالعقل انتهى ( قال ) : أي ابن عمر ما هو أي عمر ( إلا أن ذكر ) : أي عمر ( رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ) : أي قصة عدم الاستخلاف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقصة الاستخلاف عن أبي بكر ( لا يعدل برسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا ) : قال في القاموس : عدل فلانا بفلان سوى بينهما انتهى ( وأنه ) : أي عمر ( غير مستخلف ) : أحدا كما لم يستخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال المنذري : وأخرجه مسلم والترمذي .




                                                                      الخدمات العلمية