الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1364 (36) ومن سورة الليل

                                                                                              [ 2929 ] عن علقمة قال : قدمنا الشام ، فأتانا أبو الدرداء فقال : أفيكم أحد يقرأ علي قراءة عبد الله ؟ فقلت : نعم أنا ، قال : فكيف سمعت عبد الله يقرأ هذه الآية : والليل إذا يغشى [ الليل : 1 ] قال : سمعته يقرأ : والليل إذا يغشى والذكر والأنثى ، قال : وأنا والله هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ، ولكن هؤلاء يريدون أن أقرأ : وما خلق [ الليل : 3 ] فلا أتابعهم .

                                                                                              رواه أحمد (6 \ 451) ، والبخاري (4943) ، ومسلم (824) (282) ، والترمذي (2939) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (36) ومن سورة والليل إذا يغشى

                                                                                              قراءة عبد الله بن مسعود وأبي الدرداء - رضي الله عنهما - (والذكر والأنثى) ليست قرآنا ، هكذا بإجماع الصحابة والمسلمين بعدهم ، واتفاق المصاحف على خلافها ، وأن القراءة المتواترة : وما خلق الذكر والأنثى وبقي عبد الله وأبو الدرداء على ما سمعاه ، وأبيا أن يقرآ على قراءة الجماعة . وعليهما في ذلك إشكال ، وعلى قراءتهما يكون الذكر : هو آدم ، والأنثى : حواء ، وهو المقسم [ ص: 431 ] بهما ، وعلى قراءة الجماعة : المقسم به : ما خلق ، وهو بمعنى الذي ، ويعني به الخالق . وقد قيل : يعني بذلك المصدر ، فكأنه قال : وخلق الذكر والأنثى ، وعلى هذا فيكون الذكر والأنثى يراد به النوع كله ، والله تعالى أعلم .




                                                                                              الخدمات العلمية