الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 89 ] وقوله : إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق ؛ أي : فاقتلوهم إلا من اتصل بقوم بينكم وبينهم ميثاق؛ ويروى أن هؤلاء اتصلوا ببني مدلج؛ وكانوا صلحا للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وقوله : أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ؛ معناه : ضاقت صدورهم عن قتالكم وقتال قومهم؛ وقال النحويون : إن " حصرت صدورهم " ؛ معناه : أو جاؤوكم قد حصرت صدورهم؛ لأن " حصرت " ؛ لا يكون حالا؛ إلا بـ " قد " ؛ وقال بعضهم : " حصرت صدورهم " ؛ خبر بعد خبر؛ كأنه قال : " أو جاؤوكم " ؛ ثم أخبر فقال : " حصرت صدورهم أن يقاتلوكم " . وقوله - جل وعز - : ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم ؛ أي : ضيق صدورهم عن قتالكم إنما هو لقذف الله الرعب في صدورهم؛ وقرأ بعضهم : " حصرة صدورهم " ؛ على الحال.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية