الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
542 - وأخبرنا به عبد الوهاب بن علي الصوفي - ببغداد - أن والده ، أخبره ، أنا عبد الله بن محمد الصريفيني ، أنا عبيد الله بن حبابة ، أنا عبد الله بن محمد البغوي ، أنا علي ، أنا زهير ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم ، عن علي قال : ذكر النار - فعظم أمرها - ذكرا لا أحفظه قال : وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا انتهوا إلى باب من أبوابها وجدوا عنده شجرة يخرج من تحت ساقها عينان تجريان ، فعمدوا إلى إحداهما كأنما أمروا به ، فشربوا منها ، فأذهبت ما في بطونهم من قذى وأذى أو بأس ، ثم عمدوا إلى الأخرى فتطهروا منها ، فجرت عليهم : نضرة النعيم ، ولم تغبر أشعارهم بعدها أبدا ولا تشعث رؤوسهم ، كأنما دهنوا بالدهان ، ثم انتهوا إلى الجنة ، فقالوا : سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ثم تلقاهم الولدان يطيفون بهم كما يطيف ولدان أهل الدنيا بالحميم يقدم عليهم من غيبته ، يقولون له : أبشر بما [ ص: 163 ] أعد الله من الكرامة ، ثم ينطلق غلام من أولئك الولدان إلى بعض أزواجه من الحور العين فيقول : جاء فلان ، باسمه الذي كان يدعى في الدنيا ، قالت : أنت رأيته ؟ قال : أنا رأيته وهو بأثري ، فيستخف إحداهن الفرح ، حتى تقوم على أسكفة بابها ، فإذا انتهى إلى منزله نظر إلى أساس بنيانه ، فإذا جندل اللؤلؤ فوقه صرح أخضر وأحمر وأصفر ، من كل لون ، ثم رفع رأسه فنظر إلى سقفه ، فإذا مثل البرق ، ولولا أن الله -عز وجل - قدره لألم أن يذهب بصره ، ثم طأطأ رأسه ، فإذا أزواجه : وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة ثم اتكأوا ، فقالوا : الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي الآية ، ثم ينادي مناد : تحيون فلا تموتون أبدا ، وتقيمون فلا تظعنون أبدا ، وتصحون - فأراه قال - : فلا تمرضون أبدا .

قال أبو إسحاق : كذا قال .

وقد روى البخاري في " صحيحه " غير شيء من تفسير عبد الله بن عباس رضي الله عنهما .

قال الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع ، وقد روى في " المستدرك " في الدعوات حديثا في التفسير ، عن أبي هريرة غير مسند إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- : قد اتفقا - يعني البخاري ومسلما - أن تفسير الصحابي حديث مسند .

التالي السابق


الخدمات العلمية