الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            ( كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) قوله تعالى : ( كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) وجه الاستدلال بالآية للأصحاب ظاهر لأنه تعالى ذكر في أول الآية قوله : ( وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ) ثم ذكر في آخر الآية : ( وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا ) ثم قال : ( كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) .

                                                                                                                                                                                                                                            أما المعتزلة فقد ذكروا الوجوه المشهورة التي لهم :

                                                                                                                                                                                                                                            أحدها : أن المراد من الإضلال منع الألطاف .

                                                                                                                                                                                                                                            وثانيها : أنه لما اهتدى قوم باختيارهم عند نزول هذه الآيات وضل قوم باختيارهم عند نزولها أشبه ذلك أن المؤثر في ذلك الاهتداء وذلك الإضلال هو هذه الآيات ، وهو كقوله : ( فزادتهم إيمانا ) وكقوله : ( فزادتهم رجسا ) .

                                                                                                                                                                                                                                            وثالثها : أن المراد من قوله : ( يضل ) ومن قوله : ( ويهدي ) - حكم الله بكونه ضالا وبكونه مهتديا .

                                                                                                                                                                                                                                            ورابعها : أنه تعالى يضلهم يوم القيامة عن دار الثواب ، وهذه الكلمات مع أجوبتها تقدمت في سورة البقرة في قوله : ( يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ) [ البقرة : 26] .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية