الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      لكن : مخففة النون حرف عاطف ، معناه : الاستدراك ، أي : التدرك ، وفسره المحققون برفع التوهم الناشئ من الكلام السابق مثل ما جاءني زيد لكن عمرو . إذا توهم المخاطب عدم مجيء عمر أيضا بناء على مخالطته وملابسته بينهما . وفي المفتاح " أنه يقال لمن توهم أن زيدا جاءك دون عمرو ، وبالجملة وضعها للاستدراك ومغايرة ما بعدها لما قبلها ، فإذا [ ص: 210 ] عطف بها مفرد وهو لا يحتمل النفي فيجب أن يكون ما قبلها منفيا لتحصيل المغايرة ، وإذا عطف بها جملة فهي تحتمل الإثبات فيكون ما قبلها منفيا ، وتحتمل النفي فيكون ما قبلها مثبتا . فحصل اختلاف الكلامين سواء كان المنفي هو الأول أم الثاني . قال النحويون : وهي في عطف الجمل نظير " بل " أي : في الوقوع بعد النفي والإيجاب ، كما أنها في عطف المفردات نقيض " لا " حيث تختص " لا " بما بعد الإيجاب و " لكن " بما بعد النفي . وإنما تعطف بعد النفي نحو ما جاء زيد لكن عمرو . فإن جاءت بعد الإثبات كانت عندهم لترك قضية تامة إلى قضية أخرى تامة مخالفة للأولى كقولك : جاء زيد لكن عمرو لم يأت ، وهي في النفي بمنزلة " بل " لكن " بل " أعم منها في الاستدراك ، وموضوعها مخالفة ما قبلها لما بعدها من الإيجاب والنفي .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية