الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
[ ص: 323 ] فصل ( دخول الحمام والخروج منه والطلاء بالنورة فيه وفي البيت ) .

يسن في الجنابة وقيل في الوضوء كذا في الرعاية تقديم يسراه في دخول الحمام والمغتسل ونحوهما ، والأولى في الحمام أن يغسل إبطيه وقدميه بماء بارد عند دخوله ، ويلزم الحائط ويقصد موضعا خاليا ولا يدخل في البيت الحار حتى يعرق في البيت الأول ويقلل الالتفات . ولا يطيل المقام إلا بقدر الحاجة ويغسل قدميه عند خروجه بماء بارد قال في المستوعب فإنه يذهب الصداع .

وللرجل أن يغتسل مع زوجته وأمته في وقت واحد من إناء واحد ويستحب أن يحلق عانته وينتف إبطيه ، وإن استعمل النورة في ذلك فحسن قد روت أم سلمة وأنس وغيرهما رضي الله عنهما { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنور وكان إذا بلغ عانته نورها بنفسه } .

وفي بعض الألفاظ إذا بلغ مراقه وهذا الحديث يدل على أنه يجوز أن يتنور في العورة وغيرها من بدنه قميصا ، أو دونه ، وأنه يجوز أن يطليه غيره فيما عدا العورة . وقد عمل أحمد بهذا الحديث فقال أبو عبد الله النيسابوري ، نورنا أبا عبد الله فلما بلغ عانته نورها بنفسه .

وقال المروذي : أصلحت لأبي عبد الله النورة غير مرة واشتريت له جلدا ليده فكان يدخل فيه وينور نفسه . وقد روي عن جماعة من الصحابة ، والتابعين رضي الله عنهم أنهم كانوا يتنورون فمنهم من كان يطلي جميع جسده قميصا ومنهم من يتسرول ، وأول من صنعت له النورة ودخل الحمام سليمان بن داود عليهما السلام ، وذلك أنه لما تزوج بلقيس قالت : له لم يمسني حديد قط ، فقال سليمان للشياطين انظروا إلى شيء يذهب الشعر فقالوا : النورة ، فكان أول من صنعت له .

التالي السابق


الخدمات العلمية