الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وإن خفتم شقاق بينهما في الخوف قولان . أحدهما: أنه الحذر من وجود ما لا يتيقن وجوده ، قاله الزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنه العلم ، قاله أبو سليمان الدمشقي . قال الزجاج : والشقاق: العداوة ، واشتقاقه من المتشاقين ، كل صنف منهم في شق . و"الحكم" :هو القيم بما يسند إليه ، وفي المأمور بإنفاذ الحكمين قولان . أحدهما: أنه السلطان إذا ترافعا إليه ، قاله سعيد بن جبير ، والضحاك . والثاني: الزوجان ، قاله السدي .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: إن يريدا إصلاحا قال ابن عباس : يعني: الحكمين ، وفي قوله: يوفق الله بينهما قولان . أحدهما: أنه راجع إلى الحكمين . قاله ابن عباس ، وابن جبير ، ومجاهد ، وعطاء ، والسدي ، والجمهور . والثاني: أنه راجع إلى الزوجين ، ذكره بعض المفسرين .

                                                                                                                                                                                                                                      فصل

                                                                                                                                                                                                                                      والحكمان وكيلان للزوجين ، ويعتبر رضى الزوجين فيما يحكمان به ، هذا [ ص: 78 ] قول أحمد ، وأبي حنيفة ، وأصحابه . وقال مالك ، والشافعي: لا يفتقر حكم الحكمين إلى رضى الزوجين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية