الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير .

[4] فلما أخبرها أن الله أخبره، سكتت، وسلمت، واعتزل - صلى الله عليه وسلم - نساءه للحديث الذي أفشته حفصة إلى عائشة، وحلف ألا يدخل عليهن شهرا، فلما ذهب تسع وعشرون ليلة، بدأ بعائشة، فقالت: أقسمت أنك لا تدخل شهرا، وإنما أصبحت من تسع وعشرين، فقال: "الشهر تسع وعشرون ليلة"، وكان الشهر تسعا وعشرين ليلة.

إن تتوبا إلى الله خطاب لحفصة وعائشة من التعاون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالإيذاء.

فقد صغت مالت قلوبكما أي: وجد منكما ما يوجب التوبة بأن سركما ما كرهه النبي - صلى الله عليه وسلم - من تحريم مارية، وجمع القلوب؛ لئلا يجمع بين تثنيتين في كلمة؛ فرارا من اجتماع المتجانسين، وربما جمع، وتقديره: إن تبتما، قبلت توبتكما. [ ص: 98 ]

وإن تظاهرا عليه قرأ الكوفيون: بتخفيف الظاء، والباقون: بتشديدها، ومعناهما: تتعاونا على إيذائه.

فإن الله هو مولاه أي: ناصره وجبريل وصالح المؤمنين عطفا على الضمير في (مولاه) (وصالح المؤمنين) واحد يراد به الجمع، وهم من صلح من المؤمنين. قرأ ابن كثير: (جبريل) بفتح الجيم وكسر الراء من غير همز، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة، وقرأ أبو بكر عن عاصم كذلك، إلا أنه حذف الياء بعد الهمزة، وقرأ الباقون: بكسر الجيم والراء من غير همز.

والملائكة بعد ذلك ظهير أعوان، المعنى: كل المذكورين ينصرون محمدا ويعينونه، وتخصيص جبريل لتعظيمه.

التالي السابق


الخدمات العلمية