الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قال : ( ولا يصلي المسافر المكتوبة على الدابة من غير عذر ) ; لأن المكتوبة في أوقات محصورة فلا يشق عليه النزول لأدائها فيها بخلاف التطوع ، فإنه ليس بمقدر بشيء ، فلو ألزمناه النزول لأدائها تعذر عليه النزول لأدائها ، تعذر عليه إذا ما ينشطه فيه من التطوعات أو ينقطع سفره ، وكذلك ينزل للوتر عند أبي حنيفة رحمه الله تعالى ; لأنها واجبة وعندهما له أن يوتر على الدابة لما روي { عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان مع أصحابه في سفر فمطروا [ ص: 251 ] فأمر مناديا ينادي حتى نادى صلوا على رواحلكم ، فنزل ابن رواحة فطلب موضعا يصلي فيه ، فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه ، فلما أقبل إليه فقال : أما إنه يأتيكم وقد لقن حجته قال : ألم تسمع ما أمرت به أما لك في أسوة ، قال : يا رسول الله أنت تسعى في رقبة قد فكت ، وأنا أسعى في رقبة لم يظهر فكاكها ، قال : ألم أقل لكم إنه يأتيكم وقد لقن حجته ، ثم قال له : إني لأرجو على هذا أن أكون أخشاكم لله تعالى } فقد جوز لهم الصلاة على الدابة عند تعذر النزول بسبب المطر فكذلك بسبب الخوف من سبع أو عدو ، ولأن مواضع الضرورة مستثناة .

التالي السابق


الخدمات العلمية