الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        2733 حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع عن إسماعيل بن زكرياء حدثنا عاصم عن مورق العجلي عن أنس رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثرنا ظلا الذي يستظل بكسائه وأما الذين صاموا فلم يعملوا شيئا وأما الذين أفطروا فبعثوا الركاب وامتهنوا وعالجوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذهب المفطرون اليوم بالأجر

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        الحديث الثالث حديث أنس أيضا ، وعاصم هو ابن سليمان ، ومورق بتشديد الراء المكسورة ، وهما تابعيان في نسق والإسناد كله بصريون .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ) زاد مسلم من وجه آخر عن عاصم " في سفر ، فمنا الصائم ومنا المفطر ، قال فنزلنا منزلا في يوم حار " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أكثرنا ظلا من يستظل بكسائه ) في رواية مسلم " وأكثرنا ظلا صاحب الكساء " وزاد " ومنا من يتقي الشمس بيده " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فأما الذين صاموا فلم يصنعوا شيئا ) في رواية مسلم فسقط الصوام أي عجزوا عن العمل .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وأما الذين أفطروا فبعثوا الركاب ) أي أثاروا الإبل لخدمتها وسقيها وعلفها ، وفي رواية مسلم " فضربوا الأخبية وسقوا الركاب " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( بالأجر ) أي الوافر ، وليس المراد نقص أجر الصوام بل المراد أن المفطرين حصل لهم أجر [ ص: 100 ] عملهم ومثل أجر الصوام لتعاطيهم أشغالهم وأشغال الصوام ، فلذلك قال " بالأجر كله " لوجود الصفات المقتضية لتحصيل الأجر منهم ، قال ابن أبي صفرة : فيه أن أجر الخدمة في الغزو أعظم من أجر الصيام . قلت : وليس ذلك على العموم . وفيه الحض على المعاونة في الجهاد ، وعلى أن الفطر في السفر أولى من الصيام . وأن الصيام في السفر جائز خلافا لمن قال لا ينعقد . وليس في الحديث بيان كونه إذ ذاك كان صوم فرض أو تطوع . وهذا الحديث من الأحاديث التي أوردها المصنف أيضا في غير مظنتها لكونه لم يذكره في الصيام واقتصر على إيراده هنا . والله أعلم .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية