الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2648 - وعن ابن عمر - رضي الله عنهما ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في حجة الوداع : " اللهم ارحم المحلقين . قالوا : والمقصرين يا رسول الله ؟ قال : " اللهم ارحم المحلقين " . قالوا : والمقصرين ، يا رسول الله ؟ قال : والمقصرين " . متفق عليه .

التالي السابق


2648 - ( وعن ابن عمر ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في حجة الوداع ) : قال الطيبي - رحمه الله : كان هذا في حجة الوداع على ما هو المشهور المذكور في لفظ الحديث ، وقال بعضهم في الحديبية لما أمرهم بالحلق ، فلم يفعلوا طمعا في دخول مكة . قلت : لا مانع من الجمع بين القولين ، وهو أنه قال في الموضعين . ( اللهم ارحم المحلقين ) : حيث عملوا بالأفضل ؛ لأن العمل بما بدأ الله - تعالى - في قوله محلقين رءوسكم ومقصرين أكمل ، وقضاء التفث المأمور به في قوله عز وجل : ثم ليقضوا تفثهم يكون به أجمل ، وبكونه في ميزان العمل أثقل ( قالوا : والمقصرين يا رسول الله ؟ ) : عطف تلقيني ، وأما قوله عز وجل : ( ومن ذريتي ) بعد قوله إني جاعلك للناس إماما : أي : واجعل بعض ذريتي أئمة ليس من باب التلقين ، كما وهم ابن حجر ، فإنه دعاء مستقل لا متفرع عن كلام سابق ، وأما تقديره : وجاعل بعض ذريتي ، فهو عطف على كاف " جاعلك " فلا وجه له ، نعم لا يبعد أن يكون من باب التلقين قوله سبحانه ( قال ومن كفر ) بعد قوله وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر فإنه يصح التقدير : وارزق من كفر بصيغة الأمر ، وأرزق من كفر بصيغة المتكلم ، أو " من كفر " مبتدأ وخبره " فأمتعه " ( قال : اللهم ارحم المحلقين ) : وتغافل عن العطف على وجه العطف دون العنف ( قالوا ) : تأكيد للاستدعاء ، وهل هو قول المحلقين ، أو المقصرين ، أو قولهما جميعا ، احتمالات ثلاث : أظهرها بعض الكل من النوعين ( والمقصرين يا رسول الله ؟ قال ) : أي : في المرة الثانية . ( والمقصرين " متفق عليه ) : وذكر ابن الهمام في رواية الصحيحين أنه قال في المرة الثالثة ( والمقصرين ) ، ثم قال ، وفي رواية البخاري : فلما كانت الرابعة ، قال : " والمقصرين " اهـ . فما ذكره المؤلف إما تقصير منه ، أو رواية أخرى ، والله - تعالى - أعلم ، ويدل الأول الحديث الثاني ، وهو قوله :




الخدمات العلمية