الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء أن العطاس في الصلاة من الشيطان

                                                                                                          2748 حدثنا علي بن حجر أخبرنا شريك عن أبي اليقظان عن عدي بن ثابت عن أبيه عن جده رفعه قال العطاس والنعاس والتثاؤب في الصلاة والحيض والقيء والرعاف من الشيطان قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك عن أبي اليقظان قال وسألت محمد بن إسمعيل عن عدي بن ثابت عن أبيه عن جده قلت له ما اسم جد عدي قال لا أدري وذكر عن يحيى بن معين قال اسمه دينار

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن عدي وهو ابن ثابت ) الأنصاري ثقة ( عن أبيه ) هو ثابت الأنصاري ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الحافظ في التقريب : هو مجهول الحال ( عن جده ) أي جد عدي ( رفعه ) أي رفع جده الحديث إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولولا هذا القيد لأوهم قوله ( قال العطاس ) أن يكون من قول الصحابي فيكون موقوفا ، قاله الطيبي ( والنعاس ) هو النوم الخفيف أو مقدمة النوم وهو السنة ( والتثاؤب في الصلاة ) قال الطيبي : إنما فصل بين الثلاثة الأولى والأخيرة بقوله في الصلاة ; لأن الثلاثة الأخيرة تبطل الصلاة ، بخلاف الأولى ( والحيض والقيء والرعاف ) بضم الراء دم الأنف ( من الشيطان ) قال القاضي : أضاف هذه الأشياء إلى الشيطان لأنه يحبها ويتوسل بها إلى ما يبتغيه من قطع الصلاة والمنع عن العبادة ، ولأنها تجلب في غالب الأمر من شره الطعام الذي هو من أعمال الشيطان ، وزاد التوربشتي : ومن ابتغاء الشيطان الحيلولة بين العبد وبين ما ندب إليه من الحضور بين يدي الله والاستغراق في لذة المناجاة . وقيل المراد من العطاس كثرته فلا ينافيه الخبر السابق أن الله يحب العطاس لأن محله في العطاس المعتدل ، وهو الذي لا يبلغ الثلاث على التوالي بدليل أنه يسن تشميته حينئذ بـ " عافاك الله وشفاك " . الدال على أن ذلك مرض ، انتهى . قال القاري : والظاهر أن الجمع بين الحديثين بأن يحمل محبة الله تعالى العطاس مطلقا على خارج الصلاة وكراهته مطلقا في داخل الصلاة ; لأنه في الصلاة لا يخلو عن اشتغال باله به ، وهذا الجمع كان متعينا لو كان الحديثان مطلقين ، فكيف مع التقييد بها في هذا الحديث . انتهى .

                                                                                                          وقال الحافظ العراقي في شرح الترمذي : لا يعارض هذا حديث أبي هريرة " إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب " لكونه مقيدا بحال الصلاة . فقد يتسبب الشيطان في حصول العطاس للمصلي ليشغله عن صلاته ، ذكره الحافظ في الفتح .

                                                                                                          [ ص: 20 ] قوله : ( هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك عن أبي اليقظان ) قال الحافظ في الفتح : وسنده ضعيف ، وله شاهد عن ابن مسعود في الطبراني ، لكن لم يذكر النعاس وهو موقوف وسنده ضعيف أيضا ( وذكر عن يحيى بن معين قال اسمه دينار ) وقال الترمذي في باب المستحاضة تتوضأ لكل صلاة : وذكرت لمحمد ـ يعني البخاري ـ قول يحيى بن معين اسمه دينار ، فلم يعبأ به ، انتهى . وذكر الحافظ أقوالا عديدة في اسم جد عدي في تهذيب التهذيب في ترجمة ثابت الأنصاري ثم قال : ولم يترجح لي في اسم جده إلى الآن شيء من هذه الأقوال كلها إلا أن أقربها إلى الصواب أن جده هو جده لأمه عبد الله بن يزيد الخطمي ، انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية