الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه ؛ ولا يؤخذ الإثم بالإثم.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا ؛ قيل : " إثما " ؛ لأن الله قد سمى بعض المعاصي " خطايا " ؛ وسمى بعضها " آثاما " ؛ فأعلم الله - جل وعز - أن من كسب خطيئة؛ ويقع عليها اسم الإثم؛ أو اسم الخطيئة؛ ثم رمى به من لم يعمله؛ وهو منه بريء؛ فقد احتمل بهتانا ؛ و " البهتان " : الكذب الذي يتحير من عظمه وبيانه؛ يقال : " قد بهت فلان فلانا " ؛ إذا كذب عليه؛ و " قد بهت الرجل؛ يبهت " ؛ إذا تحير؛ قال الله - عز وجل - : فبهت الذي كفر ؛ ويجوز أن يكون - والله أعلم - : " ومن يكسب خطيئة أو إثما " ؛ أي : من يقع عليه خطأ؛ نحو قتل الخطإ الذي يقع فيه القوم؛ ولا إثم فيه؛ فيكون أن يرمي بذلك غيره فقد احتمل بهتانا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية