الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( قال الشافعي ) : وإن كان المسلمون هم الطالبين لم يكن لهم أن يصلوا ركبانا ، ولا مشاة يومئون إيماء إلا في حال واحدة أن يقل الطالبون عن المطلوبين وينقطع الطالبون عن أصحابهم فيخافون عودة المطلوبين .

[ ص: 259 ] عليهم فإذا كان هذا هكذا كان لهم أن يصلوا يومئون إيماء ، ولم يكن لهم الإمعان في الطلب فكان عليهم العودة إلى أصحابهم ، وموضع منعتهم ، ولم يكن لهم أن ينتقلوا بالطلب حتى يضطروا إلى أن يصلوا المكتوبة إيماء ( قال الشافعي ) : ومثله أن يكثروا ، ويمعنوا حتى يتوسطوا بلاد العدو فيقلوا في كثرة العدو فيكون عليهم أن يرجعوا ، ولهم أن يصلوا في هذه الحال مومئين إذا خافوا عودة العدو إن نزلوا ، ولا يكون لهم أن يمعنوا في بلاد العدو ، ولا طلبه إذا كانوا يضطرون إلى أن يومئوا إيماء ، ولهم ذلك ما كانوا عند أنفسهم لا يضطرون إليه ( قال الشافعي ) : وإذا صلوا يومئون إيماء فعاد عليهم العدو من جهة ، توجهوا إليهم ، وهم في صلاتهم لا يقطعونها ، وداروا معهم أين داروا ( قال الشافعي ) : ، ولا يقطع صلاتهم توجههم إلى غير القبلة ، ولا أن يترس أحدهم عن نفسه أو يضرب الضربة الخفيفة أو رهقة عدو أو يتقدم التقدم الخفيف عليه برمح أو غيره فإن أعاد الضرب ، وأطال التقدم قطع صلاته ، وكان عليه إذا أمكنه أن يصلي غير مقاتل ، ومتى لم يمكنه ذلك صلى وهو يقاتل ، وأعاد الصلاة إذا أمكنه ذلك ، ولا يدع الصلاة في حال يمكنه أن يصلي فيها .

التالي السابق


الخدمات العلمية