الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
380 [ ص: 216 ] 263 - (378) - (1 \ 53) عن عمر بن الخطاب، قال: لما نزل تحريم الخمر، قال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شفاء. فنزلت هذه الآية التي في سورة البقرة: يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير [البقرة: 219]. قال: فدعي عمر، فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شفاء . فنزلت الآية التي في سورة النساء: يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى [النساء: 43]، فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى: أن لا يقربن الصلاة سكران، فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شفاء. فنزلت الآية التي في المائدة، فدعي عمر فقرئت عليه، فلما بلغ فهل أنتم منتهون [المائدة: 91]، قال: فقال عمر: انتهينا، انتهينا.

التالي السابق


* قوله: "لما نزل تحريم الخمر" : أي: لما أراد تعالى أن ينزل تحريم الخمر، أو لما قارب أن ينزل، وفق عمر لطلبه حتى أنزله بالتدريج المذكور في الحديث، فالتحريم إنما حصل بآية المائدة، ودعاء عمر كان قبل ذلك، فلا بد من تأويل ظاهر الحديث بما ذكرنا.

* وأما الإثم في قوله تعالى: قل فيهما إثم كبير [البقرة: 219]، فالمراد به - والله تعالى أعلم - : الضرر; كما يدل عليه مقابلته بالمنافع، وكذلك ما فهم الصحابة منها الحرمة.

* وأما قوله تعالى: لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى [النساء: 43]، فلعل المراد به: نهي من له معرفة من السكران في الجملة، أو المراد به: النهي عن مباشرة أسباب السكر عند قرب الصلاة، لا نهي السكران; لأنه لا يفهم، فكيف ينهى؟

* * *




الخدمات العلمية