الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                181 حدثنا عبيد الله بن ميسرة قال حدثني عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أهل الجنة الجنة قال يقول الله تبارك وتعالى تريدون شيئا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة بهذا الإسناد وزاد ثم تلا هذه الآية للذين أحسنوا الحسنى وزيادة

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله في الإسناد ( الجهضمي وأبو غسان المسمعي ) أما ( الجهضمي ) فبفتح الجيم والضاد المعجمة وإسكان الهاء بينهما وقد تقدم بيانه في أول شرح المقدمة ، وكذلك تقدم بيان أبي غسان ، وأنه يجوز صرفه ، وترك صرفه وأن اسمه : مالك بن عبد الواحد ، وأن ( المسمعي ) بكسر الميم الأولى وفتح الثانية منسوب إلى مسمع بن ربيعة جد القبيلة ، وهذا كله وإن كان ظاهرا وقد تقدم ، إلا أني أعيده لطول العهد بموضعه . والله أعلم .

                                                                                                                قوله : ( عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس ) هو أبو بكر بن أبي موسى الأشعري واسم أبي بكر : عمرو ، وقيل : عامر .

                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر في جنة عدن ) قال العلماء : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخاطب العرب بما يفهمونه ويقرب الكلام إلى أفهامهم ، ويستعمل الاستعارة وغيرها من أنواع المجاز ليقرب متناولها ، فعبر - صلى الله عليه وسلم - عن زوال المانع ورفعه عن الأبصار بإزالة الرداء . قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( في جنة عدن ) أي : الناظرون في جنة عدن فهي ظرف للناظر .

                                                                                                                [ ص: 393 ] قوله : ( حدثنا عبد الله بن عمر بن ميسرة حدثني عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة الحديث ) هذا الحديث هكذا رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم من رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن ابن أبي ليلى عن صهيب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أبو عيسى الترمذي وأبو مسعود الدمشقي وغيرهما : لم يروه هكذا مرفوعا عن ثابت غير حماد بن سلمة ، ورواه سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد ، وحماد بن واقد عن ثابت عن ابن أبي ليلى من قوله ليس فيه ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا ذكر صهيب ، وهذا الذي قاله هؤلاء ليس بقادح في صحة الحديث ; فقد قدمنا في الفصول أن المذهب الصحيح المختار الذي ذهب إليه الفقهاء وأصحاب الأصول والمحققون من المحدثين وصححه الخطيب البغدادي : أن الحديث إذا رواه بعض الثقات متصلا وبعضهم مرسلا أو بعضهم مرفوعا وبعضهم موقوفا حكم بالمتصل وبالمرفوع لأنهما زيادة ثقة وهي مقبولة عند الجماهير من كل الطوائف ، والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية