الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما ذكر التأثير في الإحياء، أتبعه التأثير في الجمادات، وبدأ بالسفليات لملابستها للإنسان فتكون عبرته بها أكثر فقال: وحملت أي بمجرد القدرة الأرض [ أي -] المنبسطة ورجت رجا والجبال [ أي -] التي بها ثباتها فرفعت من أماكنها، وبستا بسا فكانت هباء منبثا، لم يبق فيهما حجر ولا كدية.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما أريد قوة الدك والإبلاغ في تأثيره، جعل الجبال شيئا واحدا فقال: فدكتا أي مسحت الجملتان الأرض وأوتادها وبسطتا ودق بعضها ببعض دكة واحدة أي فصارتا كثيبا مهيلا وسويتا بأيسر أمر فلم يميز شيء منهما من الآخر، بل صارا في غاية الاستواء، من قولهم: ناقة دكاء، أي لا سنام لها. وأرض دكاء، أي متسعة مستوية، [ ص: 354 ] قالوا: والدك والدق - أخوان، والدك أبلغ، قال أبو حيان : والدك فيه تفرق الأجزاء، والدق فيه اختلاط الأجزاء.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية