الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5361 2651 - (5384) - (2 \ 70) عن عبد الله بن عمر قال: كنت في سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاص الناس حيصة، وكنت فيمن حاص فقلنا: كيف نصنع؟ وقد فررنا من الزحف، وبؤنا بالغضب، ثم قلنا: لو دخلنا المدينة فبتنا، ثم قلنا: لو عرضنا أنفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كانت له توبة، وإلا ذهبنا فأتيناه قبل صلاة الغداة فخرج، فقال: " من القوم؟ " قال: فقلنا: نحن الفرارون، قال: [ ص: 141 ] "لا بل أنتم العكارون، أنا فئتكم وأنا فئة المسلمين " قال: فأتيناه حتى قبلنا يده.

التالي السابق


* قوله: "فحاص الناس حيصة": - بحاء وصاد مهملتين - أي: جالوا جولة يطلبون الفرار، ويروى - بجيم وضاد معجمة - من جاض في القتال: إذا فر، وأصل الجيض: الميل عن الشيء.

"وبؤنا": - بضم الباء - كقلنا؛ من باء بالغضب: رجع به، قال تعالى: ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله [الأنفال: 16].

* "فبتنا": من بات.

* "فإن كانت له": أي: لهذا الذنب، وفي أبي داود: "فإن كانت لنا توبة".

* "ذهبنا": أي: إلى الغزو مرة ثانية.

* "أنتم العكارون": العائدون إلى القتال، والعاطفون عليه.

* "فئتكم": أي: ملجؤكم وناصركم، والفئة: الجماعة التي تكون وراء الجيش يلتجئ إليها الجيش إن وقع فيهم هزيمة.

قال الخطابي: مهد لهم بذلك عذرهم، وهو تأويل قوله تعالى: أو متحيزا إلى فئة [الأنفال: 16] والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية