الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2785 حدثنا الحسن بن علي الخلال حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير وأيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء قال هذا حديث حسن صحيح وفي الباب عن عائشة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( لعن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المخنثين من الرجال ) بفتح النون المشددة وكسرها والأول أشهر ، أي المتشبهين بالنساء في الزي واللباس والخضاب والصوت والصورة والتكلم وسائر الحركات والسكنات من خنث يخنث ، كعلم يعلم : إذا لان وتكسر ، فهذا الفعل منهي لأنه تغيير لخلق الله . قال النووي : المخنث ضربان أحدهما من خلق كذلك ولم يتكلف التخلق بأخلاق النساء وزيهن وكلامهن وحركاتهن وهذا لا ذم عليه ولا إثم ولا عيب ولا عقوبة لأنه معذور ، والثاني من يتكلف أخلاق النساء وحركاتهن وسكناتهن وكلامهن وزيهن فهذا هو المذموم الذي جاء في الحديث لعنه ( والمترجلات ) بكسر الجيم المشددة ، أي المتشبهات بالرجال ( من النساء ) زيا وهيئة ومشية ورفع صوت ونحوها ، لا رأيا وعلما ، فإن التشبه بهم محمود ، كما روي أن عائشة رضي الله عنها كانت رجلة الرأي ، أي رأيها كرأي الرجال على ما في النهاية .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري وأبو داود .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عائشة ) أخرجه أبو داود .




                                                                                                          الخدمات العلمية