الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا تقرر ما وصفنا من وجوبها أو استحبابها ، انتقل الكلام إلى ما يلزم المدعو إليها من الإجابة ، فالظاهر من مذهب الشافعي أن الإجابة إليها واجبة ، وقال بعض أصحابنا : إن الإجابة إليها مستحبة وليست بواجبة ؛ لأنها تقتضي أكل الطعام وتملك مال ، ولا يلزم أحد أن يتملك مالا بغير اختياره ، ولأن الزكوات مع وجوبها على الأعيان لا يلزم المدفوعة إليه أن يتملكها ، فكان غيرها أولى .

                                                                                                                                            والدليل على ما ذهب إليه الشافعي من وجوب الإجابة : ما روى نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من دعي إلى وليمة فلم يجب ، فلقد عصى الله ورسوله ، ومن جاءها بغير دعوة دخل سارقا وخرج مغيرا .

                                                                                                                                            وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أجيبوا الداعي فإنه ملهوف " .

                                                                                                                                            وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لو أهدي إلي ذراع لقبلت ، ولو دعيت إلى كراع لأجبت " .

                                                                                                                                            وروى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " شر الطعام الولائم يدعى إليه الأغنياء ويحرمه الفقراء والمساكين " .

                                                                                                                                            ومن لم يجب الدعوة ، فقد عصى الله ورسوله .

                                                                                                                                            ولأن في الإجابة تآلفا ، وفي تركها ضررا وتقاطعا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية