الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      314 حدثنا عثمان بن أبي شيبة أخبرنا سلام بن سليم عن إبراهيم بن مهاجر عن صفية بنت شيبة عن عائشة قالت دخلت أسماء على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله كيف تغتسل إحدانا إذا طهرت من المحيض قال تأخذ سدرها وماءها فتوضأ ثم تغسل رأسها وتدلكه حتى يبلغ الماء أصول شعرها ثم تفيض على جسدها ثم تأخذ فرصتها فتطهر بها قالت يا رسول الله كيف أتطهر بها قالت عائشة فعرفت الذي يكني عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لها تتبعين بها آثار الدم حدثنا مسدد بن مسرهد أخبرنا أبو عوانة عن إبراهيم بن مهاجر عن صفية بنت شيبة عن عائشة أنها ذكرت نساء الأنصار فأثنت عليهن وقالت لهن معروفا وقالت دخلت امرأة منهن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر معناه إلا أنه قال فرصة ممسكة قال مسدد كان أبو عوانة يقول فرصة وكان أبو الأحوص يقول قرصة حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري أخبرني أبي عن شعبة عن إبراهيم يعني ابن مهاجر عن صفية بنت شيبة عن عائشة أن أسماء سألت النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه قال فرصة ممسكة قالت كيف أتطهر بها قال سبحان الله تطهري بها واستتري بثوب وزاد وسألته عن الغسل من الجنابة فقال تأخذين ماءك فتطهرين أحسن الطهور وأبلغه ثم تصبين على رأسك الماء ثم تدلكينه حتى يبلغ شؤون رأسك ثم تفيضين عليك الماء قال وقالت عائشة نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يسألن عن الدين وأن يتفقهن فيه

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( تأخذ سدرها وماءها ) : للغسل لينظف به الجلد وهي شجر النبق . وهل أوراق النبق تغلى في الماء ويستعمل الماء المغلي في الغسل ، أو هي تدق وتضمد وتدلك مع الماء على الجسد . لم أر التصريح بذلك في شيء من كتب الأحاديث ولفظ الحديث يحتمل المعنيين ( ثم تأخذ فرصتها ) : بكسر الفاء وسكون الراء وبالصاد المهملة قطعة من صوف أو قطن أو جلدة عليهما صوف ، وفي الرواية الآتية ممسكة ( قالت ) : [ ص: 388 ] المرأة السائلة ( بها ) : أي بالفرصة الممسكة ( يكني ) : من باب رمى يقال : كنيت بكذا عن كذا والاسم الكناية ، وهي أن يتكلم بشيء يستدل به على المكنى عنه كالرفث والغائط ( تتبعين ) : من الافتعال ( آثار الدم ) : جمع إثر بكسر الهمزة أي اجعليها في الفرج ، وحيث أصاب الدم لينظف المحل وتقطع به الرائحة الكريهة . ( وقالت لهن معروفا ) : هذا عطف لقولها : فأثنت عليهن ( فرصة ممسكة ) : على وزن المفعول من التفعيل أي مطلية بالمسك ومطيبة منه كذا فسره الخطابي والنووي وغيرهما ( كان أبو عوانة يقول : فرصة ) : بالفاء والصاد المهملة ( وكان أبو الأحوص يقول : قرصة ) : بالقاف المفتوحة . ووجهه المنذري فقال : يعني شيئا يسيرا مثل الفرصة بطرف الإصبعين ، كذا في فتح الباري . قال النووي : الصواب هو الفرصة بالفاء والصاد المهملة ، وإن المراد بالمسك بكسر الميم : الطيب المشهور . ( سبحان الله تطهري بها ) : سبحان الله في هذا الموضع وأمثاله يراد بها التعجب ، ومعنى التعجب هاهنا كيف يخفى مثل هذا الظاهر الذي لا يحتاج الإنسان في فهمه إلى فكر ( واستتر ) : النبي صلى الله عليه وسلم وجهه ( بثوب ) : وفي رواية للبخاري استحيا فأعرض بوجهه ( حتى يبلغ ) : أي الماء ( شئون رأسك ) : أي أصول شعر رأسك ( وأن يتفقهن فيه ) : أي [ ص: 389 ] يتعلمن في الدين . والفقه فهم الشيء . قال ابن فارس كل علم بشيء فهو فقه . قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه بنحوه .




                                                                      الخدمات العلمية