الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل :

والاستنجاء واجب لكل خارج من السبيلين ، فلو صلى بدونه لم تصح الصلاة ؛ لما روي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال : [ ص: 161 ] " إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير : أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة " رواه الجماعة ، سواء كان الخارج نادرا أو معتادا رطبا أو يابسا كالروث ، والبول ، والدود ، والحصى والمذي ؛ ولأن خروج الخارج من هذا المحل مظنة استصحاب الرطوبة النجسة فعلق الحكم به ، وإن تخلفت عن الحكم في آحاد الصور .

وقال كذلك : اعتبر العدد ، وإن زالت الرطوبة بدونه إلا الريح فإن الإمام أحمد قال : " ليس في الريح استنجاء في كتاب الله ولا سنة رسوله ، إنما عليه الوضوء " .

فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم " من استنجى من الريح فليس منا " ، رواه الطبراني وأبو حفص العكبري ؛ ولأن الريح ليس لها جرم [ ص: 162 ] لاصق يزال ، ولا هي مظنة استجلاب رطوبة يمكن إزالتها ، وأما الخارج الطاهر فيجب الاستنجاء منه في المشهور كما يجب من يسير الدم والقيح وإن عفي عنه في غير هذا الموضع ؛ لأن خروجه من السبيل يورث تغليظا ؛ ولأن الاستنجاء من المني فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على الدوام ولا أعلم إخلالهم به بحال .

التالي السابق


الخدمات العلمية