الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      عبد العزيز بن مروان ( د )

                                                                                      ابن مروان بن الحكم ، أمير مصر ، أبو الأصبغ المدني ، ولي العهد بعد عبد الملك عقد له بذلك أبوه ، واستقل بملك مصر عشرين سنة وزيادة .

                                                                                      [ ص: 250 ] يروي عن أبيه ، وأبي هريرة ، وعقبة بن عامر ، وابن الزبير ، وله بدمشق دار إلى جانب الجامع ، هي السميساطية .

                                                                                      روى عنه ابنه عمر بن عبد العزيز ، والزهري ، وكثير بن مرة ، وعلي بن رباح ، وابن أبي مليكة ، وبحير بن ذاخر .

                                                                                      وثقه ابن سعد ، والنسائي . وله في سنن أبي داود حديث .

                                                                                      قال سويد بن قيس : بعثني عبد العزيز بن مروان بألف دينار إلى ابن عمر ، فجئته بها ففرقها .

                                                                                      قال ابن أبي مليكة : شهدت عبد العزيز عند الموت يقول : يا ليتني لم أكن شيئا ، يا ليتني كهذا الماء الجاري . وقيل : قال : هاتوا كفني ، أف لك ما أقصر طويلك وأقل كثيرك .

                                                                                      وعن حماد بن موسى ، قال : لما احتضر عبد العزيز ، أتاه البشير يبشره بماله الواصل في العام ، فقال : مالك؟ قال : هذه ثلاث مائة مدي من ذهب .

                                                                                      قال مالي وله ، لوددت أنه كان بعرا حائلا بنجد .

                                                                                      قلت : هذا قول كل ملك كثير الأموال ، فهلا يبادر ببذله .

                                                                                      [ ص: 251 ] قال ابن سعد ، وسعيد بن عفير ، والزيادي ، وغيرهم : مات سنة خمس وثمانين . وقال ابن يونس : قال الليث : مات في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين .

                                                                                      قلت : الأول أصح ، وقد كان مات قبله ابنه أصبغ بستة عشر يوما فحزن عليه ومرض ومات بحلوان ، مدينة صغيرة أنشأها على بريد فوق مصر ، وعاش أخوه عبد الملك بعده ، فلما جاءه نعيه عقد بولاية العهد لابنيه : الوليد ثم سليمان .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية