الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وهو أنواع :

الأول

تغليب المذكر

كقوله تعالى : وجمع الشمس والقمر ( القيامة : 9 ) غلب المذكر ؛ لأن الواو جامعة ؛ لأن لفظ الفعل مقتض ، ولو أردت العطف امتنع .

وقوله : وكانت من القانتين ( التحريم : 12 ) .

وقوله : إلا امرأته كانت من الغابرين ( الأعراف : 83 ) والأصل " من القانتات والغابرات " فعدت الأنثى من المذكر بحكم التغليب .

هكذا قالوا ؛ وهو عجيب ؛ فإن العرب تقول : نحن من بني فلان ؛ لا تريد إلا موالاتهم ، والتصويب لطريقتهم ؛ وفي الحديث الصحيح في الأشعريين : هم مني وأنا منهم فقوله سبحانه : من القانتين ( التحريم : 12 ) ولم يقل : " من القانتات " إيذانا بأن وضعها في العباد جدا واجتهادا وعلما وتبصرا ، ورفعة من الله لدرجاتها في أوصاف الرجال القانتين وطريقهم . ونظيره ، ولكن [ ص: 370 ] بالعكس قول عقبة بن أبي معيط لأمية بن خلف لما أجمع القعود عن وقعة بدر ؛ لأنه كان شيخا فجاء بمجمرة ، فقال : يا أبا علي استجمر ، فإنما أنت من النساء . فقال : قبحك الله ، وقبح ما جئت به ، ثم تجهز .

ونازع بعضهم في ذلك من وجه آخر فقال : يحتمل ألا تكون " من " للتبعيض بل لابتداء الغاية ، أي : كانت ناشئة من القوم القانتين ؛ لأنها من أعقاب هارون أخي موسى عليه السلام .

التالي السابق


الخدمات العلمية