الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2694 - "أنا قائد المرسلين؛ ولا فخر؛ وأنا خاتم النبيين؛ ولا فخر؛ وأنا أول شافع؛ ومشفع؛ ولا فخر" ؛ الدارمي ؛ عن جابر ؛ (ح) .

التالي السابق


(أنا قائد المرسلين) ؛ والنبيين يوم القيامة؛ أي: أكون إمامهم؛ وهم خلفي؛ قال الخليل : "القود": أن يكون الرجل أمام الدابة؛ آخذا بناصيتها؛ (ولا فخر؛ وأنا خاتم النبيين) ؛ والمرسلين؛ (ولا فخر؛ وأنا شافع) ؛ للناس؛ (ومشفع) ؛ فيهم؛ (ولا فخر) ؛ وجه اختصاصه بالأولية أنه تحمل في مرضاة ربه ما لم يتحمله بشر سواه؛ وقام لله بالصبر والشكر حق القيام؛ فثبت في مقام الصبر؛ حتى لم يلحقه من الصابرين أحد؛ وترقى في درجات الشكر حتى علا فوق الشاكرين؛ فمن ثم خص بذلك؛ قال العارف ابن عربي : كما صحت له السيادة في الدنيا بكل وجه ومعنى؛ ثبتت السيادة له على جميع الناس يوم القيامة؛ بفتحه باب الشفاعة؛ ولا يكون ذلك لنبي إلا له؛ فقد شفع في الرسل والأنبياء؛ نعم؛ والملائكة؛ فأذن الله عند شفاعته له في ذلك؛ لجميع من له شفاعة؛ من ملك ورسول ونبي ومؤمن؛ أن يشفع؛ فهو أول شافع بإذن الله؛ وأرحم الراحمين؛ آخر شافع يوم القيامة ؛ فيشفع الرحيم عند المنتقم أن يخرج من النار من لم يعمل خيرا قط؛ فيخرجه المنعم المتفضل؛ وأي شرف أعظم من دائرة تدار يكون آخرها أرحم الراحمين؟! وآخر الدائرة متصل بأولها؛ وأي شرف أعظم من شرفمحمد - صلى الله عليه وسلم -؛ حيث كان ابتداء الدائرة به؛ وحيث اتصل به آخرها؛ لكمالها؛ فبه ابتدئت الأشياء؛ وبه كملت.

( الدارمي ) ؛ في مسنده؛ (عن جابر ) ؛ قال الصدر المناوي : رجاله وثقهم الجمهور.




الخدمات العلمية