الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2816 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود الطيالسي عن شعبة عن عطاء بن السائب قال سمعت أبا حفص بن عمر يحدث عن يعلى بن مرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا متخلقا قال اذهب فاغسله ثم اغسله ثم لا تعد قال أبو عيسى هذا حديث حسن وقد اختلف بعضهم في هذا الإسناد عن عطاء بن السائب قال علي قال يحيى بن سعيد من سمع من عطاء بن السائب قديما فسماعه صحيح وسماع شعبة وسفيان من عطاء بن السائب صحيح إلا حديثين عن عطاء بن السائب عن زاذان قال شعبة سمعتهما منه بآخرة قال أبو عيسى يقال إن عطاء بن السائب كان في آخر أمره قد ساء حفظه وفي الباب عن عمار وأبي موسى وأنس وأبو حفص هو أبو حفص بن عمر [ ص: 83 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 83 ] قوله : ( سمعت أبا حفص بن عمر ) قال الحافظ في تهذيب التهذيب في باب الكنى : أبو حفص بن عمرو ، وقيل ابن عمر وقيل أبو عمر بن حفص ، وقيل غير ذلك في ترجمة عبد الله بن حفص . انتهى . وقال في ترجمة عبد الله بن حفص روى عن يعلى بن مرة في النهي عن الخلوق ، وعنه عطاء بن السائب . قاله ابن عيينة وغيره عنه . وقال حماد بن سلمة عنه عن حفص بن عبد الله ورواه شعبة عن عطاء بن السائب عن أبي حفص بن عمرو ، وقيل عنه غير ذلك . وذكره ابن حبان في الثقات . انتهى . وقال في التقريب : عبد الله بن حفص ، وقيل حفص بن عبد الله مجهول لم يرو عنه غير عطاء بن السائب من الرابعة .

                                                                                                          قوله : ( أبصر رجلا متخلقا ) أي مطليا بالخلوق بفتح الخاء المعجمة ، تقدم معناه ( فاغسله ثم اغسله ) وفي رواية النسائي : ( فاغسله ثم اغسله ثم اغسله ) ، قال المظهر : أمره بغسله ثلاث مرات للمبالغة ، وقيل الأظهر أنه لا يذهب لونه إلا بغسله ثلاثا ( ثم لا تعد ) بضم العين أي لا ترجع إلى استعماله فإنه لا يليق بالرجال .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن ) . وأخرجه النسائي ( وقد اختلف بعضهم في هذا الإسناد عن عطاء بن السائب ) قد تقدم بيانه في كلام الحافظ ( بآخرة ) بفتح الهمزة والخاء : أي في آخر عمره .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عمار وأبي موسى وأنس ) أما حديث عمار فأخرجه أحمد وأبو داود وأما حديث أبي موسى فأخرجه أبو داود ، وقد تقدم لفظه ، وأما حديث أنس فلعله أشار إلى ما رواه أبو داود والنسائي من طريق سلم العلوي عنه : دخل رجل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعليه أثر صفرة فكره ذلك -وقلما كان يواجه أحدا بشيء يكرهه- فلما قام قال : لو أمرتم هذا أن يترك هذه الصفرة ، وسلم هذا بفتح المهملة وسكون اللام فيه لين .




                                                                                                          الخدمات العلمية