الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 493 ] القول في تأويل قوله تعالى ( علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم )

قال أبو جعفر : إن قال لنا قائل : وما هذه الخيانة التي كان القوم يختانونها أنفسهم ، التي تاب الله منها عليهم فعفا عنهم؟

قيل : كانت خيانتهم أنفسهم التي ذكرها الله في شيئين ، أحدهما : جماع النساء ، والآخر : المطعم والمشرب في الوقت الذي كان حراما ذلك عليهم ، كما : -

2935 - حدثنا محمد بن المثني قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال : حدثنا ابن أبي ليلى : أن الرجل كان إذا أفطر فنام لم يأتها ، وإذا نام لم يطعم ، حتى جاء عمر بن الخطاب يريد امرأته ، فقالت امرأته : قد كنت نمت! فظن أنها تعتل فوقع بها . قال : وجاء رجل من الأنصار فأراد أن يطعم ، فقالوا : نسخن لك شيئا؟ . . . . . . قال : ثم نزلت هذه الآية : " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " الآية . [ ص: 494 ]

2936 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا ابن إدريس قال : حدثنا حصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : كانوا يصومون ثلاثة أيام من كل شهر ، فلما دخل رمضان كانوا يصومون ، فإذا لم يأكل الرجل عند فطره حتى ينام ، لم يأكل إلى مثلها ، وإن نام أو نامت امرأته لم يكن له أن يأتيها إلى مثلها . فجاء شيخ من الأنصار يقال له صرمة بن مالك فقال لأهله : أطعموني . فقالت : حتى أجعل لك شيئا سخنا! قال : فغلبته عينه فنام . ثم جاء عمر فقالت له امرأته : إني قد نمت! فلم يعذرها ، وظن أنها تعتل ، فواقعها . فبات هذا وهذا يتقلبان ليلتهما ظهرا وبطنا ، فأنزل الله في ذلك : " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " ، وقال : " فالآن باشروهن " ، فعفا الله عن ذلك ، وكانت سنة .

2937 - حدثنا أبو كريب قال حدثنا يونس بن بكير قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال : كانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا ، فإذا ناموا تركوا الطعام والشراب وإتيان النساء . فكان رجل من الأنصار يدعى أبا صرمة يعمل في أرض له ، قال : فلما كان عند فطره نام ، فأصبح صائما قد جهد . فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما لي أرى بك جهدا! فأخبره بما كان من أمره . واختان رجل نفسه في شأن النساء ، فأنزل الله " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " ، إلى آخر الآية . . [ ص: 495 ]

2938 - حدثنا سفيان بن وكيع قال : حدثني أبي ، عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء - نحو حديث ابن أبي ليلى الذي حدث به عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى - قال : كانوا إذا صاموا ونام أحدهم ، لم يأكل شيئا حتى يكون من الغد . فجاء رجل من الأنصار وقد عمل في أرض له وقد أعيا وكل ، فغلبته عينه فنام ، وأصبح من الغد مجهودا ، فنزلت هذه الآية : " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " . .

2939 - حدثني المثني قال : حدثنا عبد الله بن رجاء البصري قال : حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائما فنام قبل أن يفطر ، لم يأكل إلى مثلها ، وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما ، وكان توجه ذلك اليوم فعمل في أرضه ، فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال : هل عندكم طعام؟ قالت : لا ولكن أنطلق فأطلب لك . فغلبته عينه فنام ، وجاءت امرأته قالت : قد نمت! فلم ينتصف النهار حتى غشي عليه ، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت فيه هذه الآية : " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " إلى " من الخيط الأسود " ففرحوا بها فرحا شديدا . [ ص: 496 ]

2940 - حدثني المثني قال حدثنا أبو صالح قال : حدثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قول الله تعالى ذكره : " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " ، وذلك أن المسلمين كانوا في شهر رمضان إذا صلوا العشاء حرم عليهم النساء والطعام إلى مثلها من القابلة . ثم إن ناسا من المسلمين أصابوا الطعام والنساء في رمضان بعد العشاء منهم عمر بن الخطاب فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله : " علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن " يعني انكحوهن " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " .

2941 - حدثني المثني قال : حدثنا سويد قال : أخبرنا ابن المبارك عن ابن لهيعة قال : حدثني موسى بن جبير مولى بني سلمة : أنه سمع عبد الله بن كعب بن مالك يحدث عن أبيه قال : كان الناس في رمضان إذا صام الرجل فأمسى فنام ، حرم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد . فرجع عمر بن [ ص: 497 ] الخطاب من عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وقد سمر عنده ، فوجد امرأته قد نامت ، فأرادها فقالت : إني قد نمت! فقال : ما نمت! ثم وقع بها . وصنع كعب بن مالك مثل ذلك . فغدا عمر بن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فأنزل الله تعالى ذكره : " علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن " . . . . الآية .

2942 - حدثني المثنى قال : حدثنا الحجاج قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : حدثنا ثابت : أن عمر بن الخطاب واقع أهله ليلة في رمضان ، فاشتد ذلك عليه ، فأنزل الله : ( أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ) .

2943 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عمي ، قال : [ ص: 498 ] حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن " إلى : " وعفا عنكم " . كان الناس أول ما أسلموا إذا صام أحدهم يصوم يومه ، حتى إذا أمسى طعم من الطعام فيما بينه وبين العتمة ، حتى إذا صليت حرم عليه الطعام حتى يمسي من الليلة القابلة . وإن عمر بن الخطاب بينما هو نائم إذ سولت له نفسه فأتى أهله لبعض حاجته ، فلما اغتسل أخذ يبكي ويلوم نفسه كأشد ما رأيت من الملامة . ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني أعتذر إلى الله وإليك من نفسي هذه الخاطئة ، فإنها زينت لي فواقعت أهلي! هل تجد لي من رخصة يا رسول الله؟ قال : لم تكن حقيقا بذلك يا عمر ! فلما بلغ بيته أرسل إليه فأنبأه بعذره في آية من القرآن ، وأمر الله رسوله أن يضعها في المائة الوسطى من سورة البقرة فقال : " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " إلى " علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم " يعني بذلك : الذي فعل عمر بن الخطاب فأنزل الله عفوه . فقال : " فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن " إلى : " من الخيط الأسود " فأحل لهم المجامعة والأكل والشرب حتى يتبين لهم الصبح . [ ص: 499 ]

2944 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " قال : كان الرجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يصوم الصيام بالنهار ، فإذا أمسى أكل وشرب وجامع النساء ، فإذا رقد حرم ذلك كله عليه إلى مثلها من القابلة . وكان منهم رجال يختانون أنفسهم في ذلك ، فعفا الله عنهم ، وأحل [ ذلك ] لهم بعد الرقاد وقبله في الليل كله . [ ص: 500 ]

2945 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يصوم الصائم في رمضان ، فإذا أمسى - ثم ذكر نحو حديث محمد بن عمرو وزاد فيه : وكان منهم رجال يختانون أنفسهم ، وكان عمر بن الخطاب ممن اختان نفسه ، فعفا الله عنهم ، وأحل ذلك لهم بعد الرقاد وقبله ، وفي الليل كله .

2946 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر قال : أخبرني إسماعيل بن شروس عن عكرمة مولى ابن عباس : أن رجلا - قد سماه [ فنسيته ] - من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار ، جاء ليلة وهو صائم ، فقالت له امرأته : لا تنم حتى نصنع لك طعاما! فنام ، فجاءت فقالت : نمت والله! فقال : لا والله! قالت : بلى والله! فلم يأكل تلك الليلة ، وأصبح صائما فغشي عليه ، فأنزلت الرخصة فيه . [ ص: 501 ]

2947 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة : " علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم " وكان بدء الصيام أمروا بثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتين غدوة ، وركعتين عشية ، فأحل الله لهم في صيامهم - في ثلاثة أيام ، وفي أول ما افترض عليهم في رمضان - إذا أفطروا ، وكان الطعام والشراب وغشيان النساء لهم حلالا ما لم يرقدوا ، فإذا رقدوا حرم عليهم ذلك إلى مثلها من القابلة . وكانت خيانة القوم أنهم كانوا يصيبون أو ينالون من الطعام والشراب وغشيان النساء بعد الرقاد ، وكانت تلك خيانة القوم أنفسهم ، ثم أحل الله لهم [ بعد ] ذلك الطعام والشراب وغشيان النساء إلى طلوع الفجر .

2948 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن قتادة في قوله : " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " قال : كان الناس قبل هذه الآية إذا رقد أحدهم من الليل رقدة ، لم يحل له طعام ولا شراب ولا أن يأتي امرأته إلى الليلة المقبلة ، فوقع بذلك بعض المسلمين ، فمنهم من أكل بعد هجعته أو شرب ، ومنهم من وقع على امرأته ، فرخص الله ذلك لهم .

2949 - حدثني موسى بن هارون قال : حدثنا عمرو بن حماد قال : حدثنا أسباط عن السدي قال : كتب على النصارى رمضان ، وكتب عليهم أن لا [ ص: 502 ] يأكلوا ولا يشربوا بعد النوم ، ولا ينكحوا النساء شهر رمضان ، فكتب على المؤمنين كما كتب عليهم ، فلم يزل المسلمون على ذلك يصنعون كما تصنع النصارى حتى أقبل رجل من الأنصار يقال له أبو قيس بن صرمة وكان يعمل في حيطان المدينة بالأجر فأتى أهله بتمر فقال لامرأته : استبدلي بهذا التمر طحينا فاجعليه سخينة ، لعلي أن آكله ، فإن التمر قد أحرق جوفي! فانطلقت فاستبدلت له ، ثم صنعت فأبطأت عليه فنام ، فأيقظته ، فكره أن يعصي الله ورسوله ، وأبى أن يأكل ، وأصبح صائما; فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعشي ، فقال : ما لك يا أبا قيس ! أمسيت طليحا؟ فقص عليه القصة .

وكان عمر بن الخطاب وقع على جارية له - في ناس من المؤمنين لم يملكوا أنفسهم - فلما سمع عمر كلام أبي قيس ، رهب أن ينزل في أبي قيس شيء ، فتذكر هو ، فقام فاعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله إني أعوذ بالله إني وقعت على جاريتي ، ولم أملك نفسي البارحة! فلما تكلم عمر تكلم أولئك الناس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما كنت جديرا بذلك يا ابن الخطاب! فنسخ ذلك عنهم ، فقال : " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم " ، - يقول : إنكم تقعون عليهن خيانة - " فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم " - يقول : جامعوهن ، ورجع إلى أبي قيس فقال - : " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر
" .

2950 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " قال : [ ص: 503 ] كانوا في رمضان لا يمسون النساء ولا يطعمون ولا يشربون بعد أن يناموا حتى الليل من القابلة ، فإن مسوهن قبل أن يناموا لم يروا بذلك بأسا . فأصاب رجل من الأنصار امرأته بعد أن نام ، فقال : قد اختنت نفسي! فنزل القرآن ، فأحل لهم النساء والطعام والشراب حتى يتبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر . قال : وقال مجاهد : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يصوم الصائم منهم في رمضان ، فإذا أمسى أكل وشرب وجامع النساء ، فإذا رقد حرم عليه ذلك كله حتى كمثلها من القابلة : وكان منهم رجال يختانون أنفسهم في ذلك ، فعفا عنهم وأحل لهم بعد الرقاد وقبله في الليل ، فقال : " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " . . . الآية .

2951 - حدثني القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن ابن جريج عن عكرمة أنه قال في هذه الآية : " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " مثل قول مجاهد - وزاد فيه : أن عمر بن الخطاب قال لامرأته : لا ترقدي حتى أرجع من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . فرقدت قبل أن يرجع ، فقال لها : ما أنت براقدة! ثم أصابها ، حتى جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فنزلت هذه الآية . قال عكرمة : نزلت : " وكلوا واشربوا " الآية في أبي قيس بن صرمة من بني الخزرج أكل بعد الرقاد .

2952 - حدثني المثنى قال : حدثنا الحجاج قال : حدثنا حماد قال : أخبرنا محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان أن صرمة بن أنس أتى أهله ذات ليلة وهو شيخ كبير ، وهو صائم فلم يهيئوا له طعاما ، فوضع رأسه فأغفى ، وجاءته امرأته بطعامه فقالت له : كل . فقال : إني قد نمت! قالت : إنك لم تنم! فأصبح جائعا مجهودا ، فأنزل الله : " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " . [ ص: 504 ]

فأما " المباشرة " في كلام العرب ، فإنه ملاقاة بشرة ببشرة ، و" بشرة " الرجل : جلدته الظاهرة .

وإنما كنى الله بقوله : " فالآن باشروهن " عن الجماع . يقول : فالآن إذ أحللت لكم الرفث إلى نسائكم ، فجامعوهن في ليالي شهر رمضان حتى يطلع الفجر ، وهو تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر .

وبالذي قلنا في " المباشرة " قال جماعة من أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

2953 - حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا سفيان وحدثنا عبد الحميد بن سنان قال : حدثنا إسحاق عن سفيان وحدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال : حدثنا أيوب بن سويد عن سفيان ، عن عاصم عن بكر بن عبد الله المزني عن ابن عباس قال : المباشرة الجماع ، ولكن الله كريم يكني .

2954 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير عن عاصم عن بكر بن عبد الله المزني عن ابن عباس نحوه .

2955 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : " فالآن باشروهن " انكحوهن .

2956 - حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي ، قال : حدثني عمي ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه عن ابن عباس قال : المباشرة النكاح .

2957 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن ابن جريج قال : قلت لعطاء قوله : " فالآن باشروهن " قال : الجماع . [ ص: 505 ] وكل شيء في القرآن من ذكر " المباشرة " فهو الجماع نفسه ، وقالها عبد الله بن كثير مثل قول عطاء : في الطعام والشراب والنساء .

2958 - حدثنا حميد بن مسعدة قال : حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا شعبة وحدثنا ابن بشار قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : المباشرة الجماع ، ولكن الله يكني ما شاء بما شاء .

2959 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا هشيم قال أبو بشر أخبرنا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مثله .

2960 - حدثني موسى بن هارون قال : حدثنا عمرو بن حماد قال : حدثنا أسباط عن السدي : " فالآن باشروهن " يقول : جامعوهن .

2961 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : المباشرة الجماع .

2962 - حدثني المثنى قال : حدثنا سويد قال : أخبرنا ابن المبارك عن ابن جريج عن عطاء مثله .

2963 - حدثني المثنى قال : حدثنا سويد قال : أخبرنا ابن المبارك عن الأوزاعي قال : حدثني عبدة بن أبي لبابة قال : سمعت مجاهدا يقول : المباشرة ، في كتاب الله ، الجماع .

2964 - حدثنا ابن البرقي حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال : قال الأوزاعي : حدثنا من سمع مجاهدا يقول : المباشرة في كتاب الله ، الجماع . [ ص: 506 ]

واختلفوا في تأويل قوله : " وابتغوا ما كتب الله لكم " فقال بعضهم : الولد .

ذكر من قال ذلك :

2965 - حدثني عبدة بن عبد الله الصفار البصري قال : حدثنا إسماعيل بن زياد الكاتب عن شعبة عن الحكم عن مجاهد : " وابتغوا ما كتب الله لكم " قال : الولد .

2966 - حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا سهل بن يوسف و أبو داود ، عن شعبة قال : سمعت الحكم : " وابتغوا ما كتب الله لكم " قال : الولد .

2967 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا أبو تميلة قال : حدثنا عبيد الله عن عكرمة قوله : " وابتغوا ما كتب الله لكم " قال : الولد .

2968 - حدثني علي بن سهل قال : حدثنا مؤمل حدثنا أبو مودود بحر بن موسى قال : سمعت الحسن بن أبي الحسن يقول في هذه الآية : " وابتغوا ما كتب الله لكم " قال : الولد .

2969 - حدثني موسى بن هارون قال : حدثنا عمرو بن حماد قال : حدثنا أسباط عن السدي : " وابتغوا ما كتب الله لكم " فهو الولد .

2970 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثنا أبي قال : حدثني عمي قال : حدثنا أبي ، عن أبيه عن ابن عباس : " وابتغوا ما كتب الله لكم " يعني : الولد .

2971 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثني [ ص: 507 ] عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : " وابتغوا ما كتب الله لكم " قال : الولد ، فإن لم تلد هذه فهذه .

2972 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بنحوه .

2973 - حدثنا الحسن بن يحيى أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عمن سمع الحسن في قوله : " وابتغوا ما كتب الله لكم " قال : هو الولد .

2974 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع في قوله : " وابتغوا ما كتب الله لكم " قال : ما كتب لكم من الولد .

2975 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : " وابتغوا ما كتب الله لكم " قال : الجماع .

2976 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال : حدثنا الفضل بن خالد قال : حدثنا عبيد بن سلمان قال : سمعت الضحاك بن مزاحم قوله : " وابتغوا ما كتب الله لكم " قال : الولد .

وقال بعضهم : معنى ذلك ليلة القدر .

ذكر من قال ذلك :

2977 - حدثنا أبو هشام الرفاعي قال : حدثنا معاذ بن هشام قال : حدثني أبي عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس : " وابتغوا ما كتب الله لكم " قال : ليلة القدر . قال أبو هشام : هكذا قرأها معاذ .

2978 - حدثني المثنى قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا الحسن بن أبي جعفر قال : حدثنا عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن [ ص: 508 ] عباس في قوله : " وابتغوا ما كتب الله لكم " قال : ليلة القدر .

وقال آخرون : بل معناه : ما أحله الله لكم ورخصه لكم .

ذكر من قال ذلك :

2979 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا سعيد عن قتادة : " وابتغوا ما كتب الله لكم " يقول : ما أحله الله لكم .

2980 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر قال : قال قتادة في ذلك : ابتغوا الرخصة التي كتبت لكم .

وقرأ ذلك بعضهم : ( واتبعوا ما كتب الله لكم )

ذكر من قال ذلك :

2981 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء بن أبي رباح قال : قلت لابن عباس : كيف تقرأ هذه الآية : " وابتغوا " أو " اتبعوا " ؟ قال : أيتهما شئت! قال : عليك بالقراءة الأولى .

قال أبو جعفر : والصواب من القول في تأويل ذلك عندي أن يقال : إن الله تعالى ذكره قال : " وابتغوا " - بمعنى : اطلبوا - " ما كتب الله لكم " يعني " الذي قضى الله تعالى لكم .

وإنما يريد الله تعالى ذكره : اطلبوا الذي كتبت لكم في اللوح المحفوظ أنه يباح فيطلق لكم ، وطلب الولد إن طلبه الرجل بجماعه المرأة ، مما كتب الله له [ ص: 509 ] في اللوح المحفوظ ، وكذلك إن طلب ليلة القدر ، فهو مما كتب الله له ، وكذلك إن طلب ما أحل الله وأباحه ، فهو مما كتبه له في اللوح المحفوظ .

وقد يدخل في قوله : " وابتغوا ما كتب الله لكم " جميع معاني الخير المطلوبة ، غير أن أشبه المعاني بظاهر الآية قول من قال : معناه وابتغوا ما كتب الله لكم من الولد ، لأنه عقيب قوله : " فالآن باشروهن " بمعنى : جامعوهن ، فلأن يكون قوله : " وابتغوا ما كتب الله لكم " بمعنى : وابتغوا ما كتب الله في مباشرتكم إياهن من الولد والنسل ، أشبه بالآية من غيره من التأويلات التي ليس على صحتها دلالة من ظاهر التنزيل ، ولا خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية