الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            230 - عدم انتقاض الصلاة من سيلان الدم

                                                                                            572 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، ثنا محمد بن إسحاق ، حدثني صدقة بن يسار ، عن ابن جابر

                                                                                            [ ص: 380 ] وهو عقيل بن جابر
                                                                                            سماه سلمة الأبرش ، عن جابر بن عبد الله ، قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع من نخل فأصاب رجل من المسلمين امرأة من المشركين ، فلما انصرف رسول صلى الله عليه وسلم قافلا أتى زوجها وكان غائبا ، فلما أخبر الخبر حلف لا ينتهي حتى يهريق في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دما ، فخرج يتبع أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا ، فقال : " من رجل يكلؤنا ليلتنا هذه " فانتدب رجل من المهاجرين ، ورجل من الأنصار ، فقالا : نحن يا رسول الله ، قال : " فكونا بفم الشعب " قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد نزلوا إلى الشعب من الوادي ، فلما أن خرج الرجلان إلى فم الشعب ، قال الأنصاري للمهاجري : أي الليل أحب إليك أن أكفيكه ؟ ، قال : اكفني أوله ، فاضطجع المهاجري ، وقام الأنصاري يصلي ، قال : وأتى زوج المرأة فلما رأى شخص الرجل عرف أنه ربيئة القوم ، قال : فرماه بسهم فوضعه فيه ، قال : فنزعه فوضعه وثبت قائما يصلي ، ثم رماه بسهم آخر فوضعه فيه ، فنزعه فوضعه وثبت قائما يصلي ، ثم عاد له الثالثة فوضعه فيه فنزعه فوضعه ، ثم ركع ثم أهب صاحبه ، فقال : اجلس فقد أتيت ، فوثب ، فلما رآهما الرجل عرف أنه قد نذر به ، فهرب ، فلما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء ، قال : سبحان الله ، أفلا أهببتني أول ما رماك ، قال : كنت في سورة أقرؤها فلم أحب أن أقطعها حتى أنفذها ، فلما تابع علي الرمي ركعت فآذنتك ، وايم الله لولا أن أضيع ثغرا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعها ، أو أنفذها " .

                                                                                            " هذا حديث صحيح الإسناد ، فقد احتج مسلم بأحاديث محمد بن إسحاق ، فأما عقيل بن جابر بن عبد الله الأنصاري فإنه أحسن حالا من أخويه محمد وعبد الرحمن ، وهذه سنة ضيقة قد اعتقد أئمتنا بهذا الحديث أن خروج الدم من غير مخرج الحدث لا يوجب الوضوء " .

                                                                                            573 - أخبرنا أبو بكر بن إسحاق ، أنبأ عبد الله بن محمد ، ثنا إسحاق ، أنبأ وهب بن جرير ، ثنا أبي ، قال : سمعت محمد بن إسحاق ، يقول : أخبرني صدقة بن يسار ، عن عقيل بن جابر ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية