الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      3141 حدثنا النفيلي حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحق حدثني يحيى بن عباد عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير قال سمعت عائشة تقول لما أرادوا غسل النبي صلى الله عليه وسلم قالوا والله ما ندري أنجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه كما نجرد موتانا أم نغسله وعليه ثيابه فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو أن اغسلوا النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه فقاموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسلوه وعليه قميصه يصبون الماء فوق القميص ويدلكونه بالقميص دون أيديهم وكانت عائشة تقول لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( لا يدرون من هو ) : أي المكلم ( وعليه ) : أي النبي صلى الله عليه وسلم والواو للحال ( فغسلوه ) : أي النبي صلى الله عليه وسلم ( قميصه ) : هو محل الترجمة ( ويدلكونه ) : في المصباح : دلكت الشيء دلكا من باب قتل مرسته بيدك . ولفظ أحمد في مسنده قالت فثاروا إليه فغسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في قميصه يفاض عليه الماء والسدر ويدلك الرجال بالقميص انتهى .

                                                                      قال الشوكاني : والحديث أخرجه أيضا ابن حبان والحاكم . وفي رواية لابن حبان " فكان الذي أجلسه في حجره علي بن أبي طالب . روى الحاكم عن عبد الله بن الحارث قال : غسل النبي صلى الله عليه وسلم علي وعلى يده خرقة فغسله فأدخل يده تحت القميص فغسله والقميص عليه .

                                                                      وفي الباب عن بريدة عند ابن ماجه والحاكم والبيهقي قال : لما أخذوا في غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناداهم مناد من الداخل : لا تنزعوا عن النبي صلى الله عليه وسلم قميصه .

                                                                      وعن ابن عباس عند أحمد : أن عليا أسند رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صدره وعليه قميصه وفيه ضعف .

                                                                      وعن جعفر بن محمد عن أبيه عند عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبيهقي والشافعي قال : غسل النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا بسدر وغسل وعليه قميص وغسل من بئر يقال لها الغرس بقبا كانت لسعد بن خيثمة وكان يشرب منها وولي سفلته علي والفضل محتضنه والعباس يصب الماء . قال الحافظ : هو مرسل جيد . [ ص: 319 ] ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ) : أي لو علمت أولا ما علمت آخرا وظهر لي أولا ما ظهر لي آخرا ( ما غسله إلا نساؤه ) : وكأن عائشة تفكرت في الأمر بعد أن مضى وذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم لها : ما ضرك لو مت قبلي فغسلتك وكفنتك ثم صليت عليك ودفنتك رواه ابن ماجه وأحمد . قال الشوكاني : فيه متمسك لمذهب الجمهور أي في جواز غسل أحد الزوجين للآخر ولكنه لا يدل على عدم جواز غسل الجنس لجنسه مع وجود الزوجة ، ولا على أنها أولى من الرجال .

                                                                      وقال السندي : حديث محمد بن إسحاق هذا إسناده صحيح ورجاله ثقات ومحمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث انتهى .

                                                                      والحديثان لعائشة أي حديث لو استقبلت من أمري ، وحديث ما ضرك أخرجهما ابن ماجه وبوب : باب ما جاء في غسل الرجل امرأته وغسل المرأة زوجها وقال في المنتقى : باب ما جاء في غسل أحد الزوجين للآخر ، وأورد الحديثين .

                                                                      قال المنذري : وأخرج ابن ماجه منه قول عائشة : لو استقبلت من أمري الحديث وأخرج البخاري في غير صحيحه من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال : لما أخذوا في غسل النبي صلى الله عليه وسلم ناداهم مناد من الداخل لا تنزعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه .

                                                                      قال الدارقطني : تفرد به عمرو بن يزيد عن علقمة هذا آخر كلامه . وعمرو بن يزيد هذا هو أبو بردة التميمي لا يحتج به وفي إسناده محمد بن إسحاق بن يسار ، وقد تقدم الكلام عليه .




                                                                      الخدمات العلمية