الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            643 - ( وعن جابر بن سمرة قال : { شهدت النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة مرة في المسجد وأصحابه يتذاكرون الشعر وأشياء من أمر الجاهلية فربما تبسم معهم } . رواه أحمد ) .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الحديث أخرجه أيضا الترمذي بلفظ { جالست النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة مرة فكان أصحابه يتناشدون ويتذاكرون أشياء من أمر الجاهلية وهو ساكت فربما تبسم معهم } وقال : هذا حديث صحيح . والحديث يدل على جواز إنشاد الشعر في المسجد وقد تقدم الكلام في ذلك .

                                                                                                                                            644 - ( وعن سعيد بن المسيب قال : مر عمر في المسجد وحسان فيه ينشد فلحظ إليه ، فقال : كنت أنشد فيه ، وفيه من هو خير منك ، ثم التفت إلي أبي هريرة ، فقال : أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { أجب عني اللهم أيده بروح القدس ؟ قال : نعم } . متفق عليه ) . قوله : ( قال مر عمر ) رواية سعيد لهذه القصة مرسلة عندهم لأنه لم يدرك زمن المرور لكن يحمل على أن سعيدا سمع ذلك من أبي هريرة بعد ، أو من حسان ، أو وقع لحسان استشهاد أبي هريرة مرة أخرى فحضر ذلك سعيد

                                                                                                                                            قوله : ( وفيه من هو خير منك ) يعني النبي صلى الله عليه وسلم . قوله : ( أنشدك الله ) بفتح الهمزة وضم الشين المعجمة أي سألتك الله والنشد بفتح النون وسكون المعجمة التذكير . قوله : ( أيده بروح القدس ) أي قوه . وروح القدس المراد به هنا جبريل بدليل حديث البراء عند البخاري بلفظ " وجبريل معك " والمراد بالإجابة الرد على الكفار الذين هجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الترمذي عن عائشة قالت { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصب لحسان منبرا في المسجد فيقوم عليه يهجو الكفار } وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال : هذا حديث صحيح الإسناد والحديث يدل على جواز إنشاد الشعر في المسجد وقد تقدم الجمع بين حديث الباب وبين ما يعارضه .




                                                                                                                                            الخدمات العلمية