الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقوله ( وإن قرأ بقراءة تخرج عن مصحف عثمان لم تصح صلاته ) وتحرم ; لعدم تواتره ، وهذا المذهب ، وعليه جماهير الأصحاب وجزم به في الوجيز ، والإفادات ، والمنور ، والمنتخب ، وغيرهم وقدمه في الهداية ، والخلاصة والرعايتين ، والحاويين ، وعنه يكره ، وتصح إذا صح سنده ; لصلاة الصحابة بعضهم خلف بعض واختارها ابن الجوزي ، والشيخ تقي الدين ، وقال : هي أنص الروايتين ، وقال وقول أئمة السلف وغيرهم : مصحف عثمان أحد الحروف السبعة وقدمه في الفائق ، وابن تميم ، قلت : وهو الصواب ، وأطلقهما في المذهب ، والمستوعب ، والمغني ، والشرح ، والنظم ، والفروع واختار المجد أنه لا يجزئ عن ركن القراءة ، ولا تبطل الصلاة به واختاره في الحاوي الكبير .

تنبيه : ظاهر كلام المصنف : صحة الصلاة فيما في مصحف عثمان ، سواء كان من العشرة أو من غيرها ، وهو صحيح ، وهو المذهب المنصوص عنه وقطع به الأكثر ، وعنه لا يصح ما لم يتواتر ، حكاها في الرعاية .

فائدة : اختار الإمام أحمد قراءة نافع من رواية إسماعيل بن جعفر ، وعنه قراءة أهل المدينة سواء ، قال : إنها ليس فيها مد ولا همز ، كأبي جعفر يزيد بن القعقاع ، وشيبة ، ومسلم ، وقرأ نافع عليهم ثم قراءة عاصم ، نقله الجماعة ; لأنه قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي ، وقرأ أبو عبد الرحمن على عثمان ، وعلي ، وزيد وأبي بن كعب ، وابن مسعود [ ص: 59 ] وظاهر كلام أحمد : أنه اختارها من رواية أبي بكر بن عياش عنه ; لأنه أضبط منه ، مع علم وعمل وزهد ، وعن أحمد : أنه اختار قراءة أهل الحجاز قال : وهذا يعم أهل المدينة ومكة ، وقال له الميموني : أي القراءات تختار لي فأقرأ بها ؟ قال : قراءة أبي عمرو بن العلاء لغة قريش والفصحاء من الصحابة . انتهى . وفي هذا كفاية .

التالي السابق


الخدمات العلمية