الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في إنشاد الشعر

                                                                                                          2846 حدثنا إسمعيل بن موسى الفزاري وعلي بن حجر المعنى واحد قالا حدثنا ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان منبرا في المسجد يقوم عليه قائما يفاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما يفاخر أو ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا إسمعيل بن موسى وعلي بن حجر قالا حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وفي الباب عن أبي هريرة والبراء قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب وهو حديث ابن أبي الزناد

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ما جاء في إنشاد الشعر )

                                                                                                          قال في القاموس : أنشد الشعر قرأه وأنشد بهم هجاهم .

                                                                                                          قوله ( يضع لحسان منبرا في المسجد ) أي يأمر بوضعه ، وحسان هو ابن ثابت أنصاري خزرجي شاعر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو من فحول الشعراء . أجمعت العرب على أن أشعر أهل المدر حسان بن ثابت ( يقوم عليه قائما ) أي قياما . ففي المفصل قد يرد المصدر على وزن اسم الفاعل نحو قمت قائما ( يفاخر عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) أي لأجله وعن قبله ( أو ) شك من الراوي ( ينافح ) بنون ثم فاء فحاء مهملة ، أي يدافع عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويخاصم المشركين ويهجوهم مجازاة لهم ( يؤيد حسان بروح القدس ) بضم الدال ويسكن أي بجبريل سمي به لأنه كان يأتي الأنبياء بما فيه حياة القلوب فهو كالمبدأ لحياة القلب ، كما أن الروح مبدأ حياة الجسد .

                                                                                                          والقدس صفة للروح ، وإنما أضيف إليه لأنه مجبول على الطهارة والنزاهة عن العيوب ، وقيل القدس بمعنى المقدس وهو الله ، فإضافة الروح إليه للتشريف ، ثم تأييده إمداده له بالجواب وإلهامه لما هو الحق والصواب ( ما يفاخر أو ينافح عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ) أي ما دام مشتغلا بتأييد دين الله ، وتقوية رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                          [ ص: 112 ] قوله : ( وفي الباب عن أبي هريرة والبراء ) أما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي ، وأما حديث البراء فأخرجه الشيخان .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب صحيح ) قال صاحب المشكاة : بعد ذكر هذا الحديث : أخرجه البخاري ، وقال الحافظ في الفتح بعد ذكره وعزوه إلى الترمذي ما لفظه : وذكر المزي في الأطراف أن البخاري أخرجه تعليقا نحوه وأتم منه ، لكني لم أره فيه . انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية