الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6300 ) فصل : وكل فرقة بين زوجين فعدتها عدة الطلاق ، سواء كانت بخلع أو لعان أو رضاع ، أو فسخ بعيب ، أو إعسار ، أو إعتاق ، أو اختلاف دين ، أو غيره ، في قول أكثر أهل العلم . وروي عن ابن عباس ، أن عدة الملاعنة تسعة أشهر . وأبى ذلك سائر أهل العلم ، وقالوا : عدتها عدة الطلاق ; لأنها مفارقة في الحياة ، فأشبهت المطلقة . وأكثر أهل العلم يقولون : عدة المختلعة عدة المطلقة ; منهم سعيد بن المسيب ، وسالم بن عبد الله ، وعروة ، وسليمان بن يسار ، وعمر بن عبد العزيز ، والحسن ، والشعبي ، والنخعي ، والزهري ، وقتادة وخلاس بن عمرو ، وأبو عياض ومالك ، والليث ، والأوزاعي ، والشافعي ، وروي عن عثمان بن عفان ، وابن عمر ، وابن عباس ، وأبان بن عثمان ، وإسحاق ، وابن المنذر ، أن عدة المختلعة حيضة . ورواه ابن القاسم عن أحمد لما روى ابن عباس أن امرأة ثابت بن قيس اختلعت منه ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم عدتها حيضة . رواه النسائي . وعن ربيع بنت معوذ مثل ذلك ، وأن عثمان قضى به . رواه النسائي ، وابن ماجه .

                                                                                                                                            ولنا قول الله تعالى : { والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء } . ولأنها فرقة بعد الدخول في الحياة ، فكانت ثلاثة قروء ، كغير الخلع ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : { قرء الأمة حيضتان } . عام ، وحديثهم يرويه عكرمة مرسلا ، قال أبو بكر : هو ضعيف مرسل وقول عثمان وابن عباس ، قد خالفه قول عمر وعلي ، فإنهما قالا : عدتها ثلاث حيض . وقولهما أولى . وأما ابن عمر ، فقد روى مالك ، عن نافع ، أنه قال : عدة المختلعة عدة مطلقة . وهو أصح عنه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية