الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن كليب

                                                                                      الشيخ الجليل الأمين ، مسند العصر أبو الفرج ، عبد المنعم بن [ ص: 259 ] عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن خضر بن كليب ، الحراني ، ثم البغدادي ، الحنبلي ، التاجر ، الآجري ; لسكناه في درب الآجر .

                                                                                      ولد في صفر سنة خمسمائة .

                                                                                      وسمع : أبا القاسم بن بيان ، وأبا علي بن نبهان ، وأبا بكر بن بدران ، وأبا عثمان بن ملة ، وأبا منصور محمد بن أحمد بن طاهر الخازن ، وأبا الخطاب الفقيه ، وصاعد بن سيار ، ونور الهدى أبا طالب الزينبي . ولقي بالإجازة أبا علي بن المهدي ، وأبا العز محمد بن المختار ، ومحمد بن عبد الباقي الدوري ، وأبا طاهر بن يوسف ، والمبارك بن الحسين الغسال ، وابن بيان ، وابن نبهان أيضا . وله " مشيخة " مروية .

                                                                                      حدث عنه : ابن الدبيثي ، وابن خليل ، وابن النجار ، وعمر بن بدر ، وأبو موسى بن الحافظ ، واليلداني ، وأحمد بن سلامة الحراني ، ومحيي الدين ابن الجوزي ، وشيخ الشيوخ عبد العزيز بن محمد الأنصاري ، وشمس الدين أبو المظفر سبط ابن الجوزي ، وابن عبد الدائم النجيب عبد اللطيف ، وخلق كثير .

                                                                                      وبالإجازة : ابن أبي اليسر ، والقطب بن عصرون ، والخضر بن [ ص: 260 ] حمويه ، وأحمد بن أبي الخير ، والعز عبد العزيز بن الصيقل ، ومحمد بن أبي الدينة .

                                                                                      وانتهى إليه علو الإسناد ، ومتع بحواسه وذهنه ، وكان صبورا محبا للرواية .

                                                                                      دخل مصر مع أبيه ، وسكن دمياط مدة ، وحج سبع مرات ، وفاتته عرفة في الثامنة ، تعوق بالبحر .

                                                                                      قال المنذري في " الوفيات " سمعت قاضي القضاة أبا محمد الكناني ، سمعت ابن كليب يقول : تسريت بمائة وثمان وأربعين جارية ، قال : وكان يخاصم أولاده في ذلك السن ، فيقول : اشتروا لي جارية .

                                                                                      قال ابن النجار ألحق الصغار بالكبار ، ومتع بصحته ، وذهنه ، وحسن صورته ، وحمرة وجهه ، وكان لا يمل من السماع ، كتب جزء ابن عرفة بخطه ، وله بضع وتسعون سنة بخط مليح ، حدث به من لفظه ، وكان من أعيان التجار ، ذا ثروة واسعة ، ثم تضعضع ، واحتاج إلى الأخذ ، وبقي لا يحدث بجزء ابن عرفة إلا بدينار ، وكان صدوقا ، قرأت عليه كثيرا .

                                                                                      توفي ليلة السابع والعشرين من ربيع الأول سنة ست وتسعين وخمسمائة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية