الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
فائدتان

إحداهما :

جميع باب التغليب من المجاز ؛ لأن اللفظ لم يستعمل فيما وضع له ، ألا ترى أن ( القانتين ) موضوع للذكور الموصوفين بهذا الوصف ، فإطلاقه على الذكور والإناث على غير ما وضع له ، وقس على هذا جميع الأمثلة السابقة .

الثانية :

الغالب من التغليب أن يراعى الأشرف كما سبق ، ولهذا قالوا في تثنية الأب والأم : أبوان ، وفي تثنية المشرق والمغرب : المشرقين ؛ لأن الشرق دال على الوجود ، والغرب دال على العدم ، والوجود لا محالة أشرف ، وكذلك القمران ، قال :

لنا قمراها والنجوم الطوالع أراد الشمس والقمر ، فغلب القمر لشرف التذكير ، وأما قولهم : سنة العمرين ، يريدون أبا بكر وعمر ، قال ابن سيده في " المحكم " : إنما فعلوا ذلك إيثارا للخفة ؛ أي : غلب الأخف على الأثقل ؛ لأن لفظ " عمر " مفرد ، ولفظ أبي بكر مركب .

[ ص: 380 ] وذكر أبو عبيدة في " غريب الحديث " أن ذلك للشهرة وطول المدة .

وذكر غيرهما أن المراد به عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز ، وعلى هذا فلا تغليب .

ورد بأنهم نطقوا بالعمرين قبل أن يعرفوا عمر بن عبد العزيز فقالوا يوم الجمل لعلي بن أبي طالب : أعطنا سنة العمرين .

التالي السابق


الخدمات العلمية