الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب غزوة ذات الرقاع

                                                                                                                1816 حدثنا أبو عامر عبد الله بن براد الأشعري ومحمد بن العلاء الهمداني واللفظ لأبي عامر قالا حدثنا أبو أسامة عن بريد بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه قال فنقبت أقدامنا فنقبت قدماي وسقطت أظفاري فكنا نلف على أرجلنا الخرق فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب على أرجلنا من الخرق قال أبو بردة فحدث أبو موسى بهذا الحديث ثم كره ذلك قال كأنه كره أن يكون شيئا من عمله أفشاه قال أبو أسامة وزادني غير بريد والله يجزي به [ ص: 517 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 517 ] قوله : ( ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه ) أي يركبه كل واحد منا نوبة ، فيه جواز مثل هذا إذا لم يضر بالمركوب .

                                                                                                                قوله : ( فنقبت أقدامنا ) هو بفتح النون وكسر القاف ، أي : قرحت من الحفاء .

                                                                                                                قوله : ( فسميت ذات الرقاع لذلك ) هذا هو الصحيح في سبب تسميتها ، وقال : سميت بذلك بجبل هناك فيه بياض وسواد وحمرة ، وقيل : سميت باسم شجرة هناك ، وقيل : لأنه كان في ألويتهم رقاع ، ويحتمل أنها سميت بالمجموع .

                                                                                                                قوله : ( وكره أن يكون شيئا من عمله أفشاه ) فيه استحباب إخفاء الأعمال الصالحة ، وما يكابده العبد من المشاق في طاعة الله تعالى ، ولا يظهر شيئا من ذلك إلا لمصلحة مثل بيان حكم ذلك الشيء ، والتنبيه على الاقتداء به فيه ونحو ذلك ، وعلى هذا يحمل ما وجد للسلف من الإخبار بذلك .




                                                                                                                الخدمات العلمية