الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون

                                                                                                                                                                                                [ ص: 425 ] والوزن يومئذ الحق يعني : وزن الأعمال ، والتمييز بين راجحها ، وخفيفها ، ورفعه على الابتداء ، وخبره : " يومئذ " ، و "الحق " : صفته ، أي : والوزن يوم يسأل الله الأمم ورسلهم الوزن الحق ، أي : العدل ، وقرئ : "القسط" ، واختلف في كيفية الوزن ، فقيل : توزن صحف الأعمال بميزان له لسان وكفتان ، تنظر إليه الخلائق ; تأكيدا للحجة ، وإظهارا للنصفة ، وقطعا للمعذرة ، كما يسألهم عن أعمالهم فيعترفون بها بألسنتهم ، وتشهد بها عليهم أيديهم ، وأرجلهم ، وجلودهم ، وتشهد عليهم الأنبياء ، والملائكة ، والأشهاد ، وكما تثبت في صحائفهم فيقرءونها في موقف الحساب .

                                                                                                                                                                                                وقيل : هي عبارة عن القضاء السوي والحكم العادل فمن ثقلت موازينه : جمع ميزان أو موزون ، أي : فمن رجحت أعماله الموزونة التي لها وزن وقدر ، وهي الحسنات ، أو ما توزن به حسناتهم ، وعن الحسن : وحق لميزان توضع فيه الحسنات أن يثقل ، وحق لميزان توضع فيه السيئات أن يخف بآياتنا يظلمون : يكذبون بها ظلما ; كقوله : فظلموا بها [الأعراف : 103] .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية