الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : فبما نقضهم ميثاقهم ؛ " ما " ؛ لغو في اللفظ؛ المعنى : فبنقضهم ميثاقهم حقا؛ فكما أن " حقا " ؛ لتوكيد الأمر؛ فكذلك " ما " ؛ دخلت للتوكيد؛ وتأويل نقضهم ميثاقهم أن الله - عز وجل - أخذ عليهم الميثاق في أن يبينوا ما أنزل عليهم من ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وغيره؛ قال الله - عز وجل - : وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم ؛ والجالب للباء؛ والعامل فيها قوله - عز وجل - : حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ؛ المعنى : بنقضهم ميثاقهم؛ والأشياء التي ذكرت بعده؛ وقوله " فبظلم " ؛ بدل من قوله : فبما نقضهم ؛ وقوله : قلوبنا غلف ؛ أي : أوعية للعلم؛ بل طبع الله عليها بكفرهم ؛ وإن شئت أدغمت اللام في الطاء؛ وكذلك : بل تؤثرون الحياة الدنيا ؛ يدغم؛ فتقول : " بـ طبع " ؛ و " بـ تؤثرون " ؛ جعل الله مجازاتهم على كفرهم أن طبع على قلوبهم؛

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية