الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
547 [ 351 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا إبراهيم بن محمد، حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن عمرو أو صفوان بن عبد الله بن صفوان قال: رأيت ابن عباس صلى على ظهر زمزم لخسوف الشمس والقمر ركعتين في كل ركعة ركعتين .

التالي السابق


الشرح

أبو سهيل: إن كان عم مالك بن أنس فهو نافع لا ابن نافع وقد سبق ذكره، لكن في أكثر النسخ أبو سهيل بن نافع، وفي بعضها أبو سهيل نافع .

وأبو موسى: هو عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار الأشعري اليماني، قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - بخيبر بعد ما فتحها بثلاث مع أهل السفينة، وكان ممن نزل البصرة.

روى عنه: أنس بن مالك، وابناه أبو بردة وأبو بكر، وطارق بن شهاب.

[ ص: 46 ] مات سنة أربع وأربعين .

وصفوان: هو ابن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي القرشي المكي.

سمع: ابن عمر، وأم الدرداء.

وروى عنه: الزهري .

وحديث عمرة عن عائشة وهشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أخرجهما البخاري في الصحيح مطولين عن القعنبي عن مالك.

وروى مسلم الأول منهما عن ابن أبي عمر عن سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد، والثاني عن قتيبة عن مالك.

والشافعي أوردهما محتجا بهما على أن في كل ركعة من صلاة الخسوف ركوعين فاختصرهما واقتصر على محل الاحتجاج.

وقوله في حديث أبي موسى: "مثله" يريد مثل حديث عمرة وعروة في أنه ركع في كل ركعة ركوعين، وحديث أبي موسى مخرج في الصحيحين أيضا من رواية ابنه أبي بردة، ولكن ليس فيه أنه ركع في كل ركعة ركوعين أو أقل أو أكثر، وفيه أنه طول السجود كما طول القيام وهو قول للشافعي، ثم أيد الأحاديث بالأثر عن ابن عباس.

وفي رواية المزني أن الشافعي ذكره بإسناده عن صفوان من غير [ ص: 47 ] شك والظن أن عمرا هو ابن دينار، وقد ترجح به رواية من روى عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -; أنه ركع في كل ركعة ركوعين، على رواية طاوس عن ابن عباس; أن النبي - صلى الله عليه وسلم - زاد على ذلك; لأن الظاهر أن الراوي لا يخالف ما رواه، وهذا آخر ما يتعلق بالخسوف.




الخدمات العلمية