الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن أبي جمرة

                                                                                      الشيخ الإمام المعمر ، مسند المغرب أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الملك بن موسى بن عبد الملك بن وليد بن أبي جمرة الأموي ، مولاهم الأندلسي المرسي .

                                                                                      سمع الكثير من والده ، من ذلك : " التيسير " لأبي عمرو الداني ، بإجازته من الداني .

                                                                                      وسمع من أبي بكر بن أسود ، ومن أبي محمد بن أبي جعفر ، وأجاز له أبو بحر سفيان بن العاص ، والفقيه أبو الوليد بن رشد ، وأبو الحسن شريح ، وخلق . وقد عرض " المدونة " على أبيه .

                                                                                      [ ص: 399 ] قال الأبار : عني بالرأي وحفظه ، وولي خطة الشورى وهو ابن نيف وعشرين سنة ، وذلك في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ، وتقلد قضاء مرسية وشاطبة مرات ، وكان بصيرا بمذهب مالك ، عاكفا على نشره ، فصيحا ، حسن البيان ، عدلا ، جزلا ، عريقا في النباهة والوجاهة .

                                                                                      صنف كتاب " نتائج الأفكار في معاني الآثار " ألفه عندما أوقع السلطان بالمالكية ، وأمر بإحراق المدونة ، وله " إقليد الإقليد المؤدي إلى النظر السديد " .

                                                                                      قرأ عليه أبو محمد بن حوط الله " الموطأ " بسماعه من أبيه عن جده قراءة . وتكلم فيه بعض الناس بكلام لا يقدح فيه .

                                                                                      وحدث عنه أبو عمر بن عات وأبو علي بن زلال . وكتب إلي بالإجازة ، وأنا ابن عامين ، وهو أعلى شيوخي إسنادا .

                                                                                      مات بمرسية في المحرم سنة تسع وتسعين وخمسمائة عن نيف وثمانين سنة .

                                                                                      وقال أبو الربيع بن سالم : ظهر منه في باب الرواية اضطراب طرق الظنة إليه ، وأطلق الألسنة عليه .

                                                                                      قلت : وقد سمع ابن الزبير " التيسير " من أبي عبد الله بن جوبر بسماعه منه .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية