الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        5982 - وقد حدثنا أبو بكرة ، قال : ثنا أبو عمر الضرير ، قال : وقال حماد بن سلمة ، عن حميد الطويل ، أنه قد أخبرهم أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله قد كتب بمثل ذلك فيمن بنى في دار قوم ، وفيمن غرس في أرض قوم ، بمثل ذلك أيضا سواء .

                                                        أفلا ترى أنهم جميعا قد جعلوا النقض لصاحب البناء ، ولم يجعلوه لصاحب الأرض ، فالزرع في النظر أيضا كذلك .

                                                        والذي قد حملنا عليه معنى حديث رافع بن خديج الذي قد رويناه في هذا الباب أولى مما قد حمله عليه من قد خالفنا ليتفق ذلك ، وما رواه الرجل البياضي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا ، ولا يتضادان في ذلك .

                                                        [ ص: 120 ] وقد روينا عن رافع بن خديج في باب المزارعة الذي قبل هذا الباب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مر برجل يزرع له فسأله عنه ، فقال : هو زرعي ، والأرض لآل فلان ، والبذر من قبلي بنصف ما يخرج .

                                                        فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أربيت ، خذ نفقتك .

                                                        فلم يكن ذلك على معنى خذ نفقتك من رب الأرض ؛ لأن رب الأرض لم يأمره بالإنفاق لنفسه .

                                                        ولكن معنى ذلك خذ نفقتك مما قد خرج من الزرع من هذا الزرع ، وتصدق بما بقي .

                                                        فما قد رويناه عن رافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن زرع في أرض غيره ، وقد جعل له نفقته كذلك أيضا .

                                                        وهذا قول أبي حنيفة ، وأبي يوسف ، ومحمد بن الحسن في هذا الباب رحمة الله عليهم أجمعين .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية