الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                5617 ( 14 ) أبو معاوية عن حجاج الصواف عن حميد بن هلال عن يعلى بن الوليد عن جندب الخير قال : أتينا حذيفة حين سار المصريون إلى عثمان فقلنا : إن هؤلاء قد ساروا إلى هذا الرجل فما تقول ؟ قال : يقتلونه والله ؛ قال : قلنا : أين هو ؟ قال : في الجنة والله ، قال : قلنا : فأين قتلته ؟ قال : في النار والله [ ص: 683 ]

                                                                                ( 15 ) أبو أسامة قال : حدثنا حماد بن زيد عن يزيد بن حميد أبي التياح عن عبد الله بن أبي الهذيل قال " لما جاء قتل عثمان قال حذيفة : اليوم نزل الناس حافة الإسلام ، فكم من مرحلة قد ارتحلوا عنه ، قال : وقال ابن أبي الهذيل : والله لقد جار هؤلاء القوم عن القصد حتى إن بينه وبينهم وعورة ، ما يهتدون له وما يعرفونه .

                                                                                ( 16 ) قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن خالد العبسي عن حذيفة وذكر عثمان فقال : اللهم لم أقتل ولم آمر ولم أرض .

                                                                                ( 17 ) عبد الله بن إدريس عن ليث عن عبد العزيز بن رفيع قال : لما سار علي إلى صفين استخلف أبا مسعود على الناس فخطبهم في يوم جمعة فرأى فيهم قلة ، فقال : أيها الناس ، اخرجوا فمن خرج فهو آمن ، إنا والله نعلم أن منكم الكاره لهذا الوجه والمتثاقل عنه فاخرجوا ، فمن خرج فهو آمن ، إنا والله ما نعد عافية أن يلتقي هذان الغاران يتقي أحدهما صاحبه ، ولكننا نعدها عافية أن يصلح الله أمة محمد ويجمع ألفتها ، ألا أخبركم عن عثمان وما نقم الناس عليه ، إنهم لن يدعوه وذنبه حتى يكون الله هو يعذبه أو يعفو عنه ، ولم يدركوا الذي طلبوه ، إذ حسدوه ما آتاه الله إياه ، فلما قدم علي قال له : أنت القائل ما بلغني عنك يا فروج ، إنك شيخ قد ذهب عقلك ؛ قال : لقد سمتني أمي باسم هو أحسن من هذا ، أذهب عقلي وقد وجبت لي الجنة من الله ورسوله ، تعلمه أنت ، وما بقي من عقلي فإنا كنا نتحدث بأن الآخر فالآخر شر ، ثم خرج ، فلما كان بالسيلحين أو بالقادسية خرج عليهم وظفراه يقطران ، يرون أنه قد تهيأ للإحرام ، فلما وضع رجله في الغرز وأخذ بمؤخر واسطة الرحل قام إليه ناس من الناس فقالوا له : لو عهدت إلينا يا أبا مسعود ، قال : بتقوى الله والجماعة فإن الله لا يجمع أمة محمد على ضلالة ، قال : فأعادوا عليه ، فقال : عليكم بتقوى الله والجماعة ، فإنما يستريح بر أو يستراح من فاجر .

                                                                                ( 18 ) عبد الله بن إدريس عن ليث عن مجاهد وطاوس عن ابن عباس قال : قال علي : ما قتلت يعني عثمان ولا أمرت ثلاثا ، ولكني غلبت [ ص: 684 ]

                                                                                ( 19 ) ابن إدريس عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس قال : قال علي : ما قتلت ، وإن كنت لقتله لكارها .

                                                                                ( 20 ) عبدة بن سليمان عن عاصم عن أبي زرارة وأبي عبد الله قالا : سمعنا عليا يقول : والله ما شاركت وما قتلت ولا أمرت ولا رضيت يعني قتل عثمان .

                                                                                ( 21 ) محمد بن بشر قال : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال : حدثني حصين رجل من بني الحارث قال : أخبرتني سرية زيد بن أرقم قالت : جاء علي يعود زيد بن أرقم وعنده القوم ، فقال للقوم : أنصتوا واسكتوا ، فوالله لا تسألوني اليوم شيئا إلا أخبرتكم به ، فقال لهزيد : أنشدك الله ، أنت قتلت عثمان ، فأطرق ساعة ثم قال : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، ما قتلته ولا أمرت بقتله وما سرني .

                                                                                ( 22 ) أبو معاوية عن الأعمش عن منذر بن يعلى قال : كان يوم أرادوا قتل عثمان أرسل مروان إلى علي ألا تأتي هذا الرجل فتمنعه ، فإنهم لن يبرءوا دونك ، فقال علي : لنأتينهم ، فأخذ ابن الحنفية بكتفيه فاحتضنه ، فقال : يا أبت ، أين تذهب والله ما يزيدونك إلا رهبة ، فأرسل إليهم علي بعمامته ينهاهم عنه .

                                                                                ( 23 ) أبو معاوية عن الأعمش عن ثابت بن عبيد عن أبي جعفر الأنصاري قال : دخلت مع المصريين على عثمان ، فلما ضربوه خرجت أشتد قد ملئت فروجي عدوا حتى دخلت المسجد ، فإذا رجل جالس في نحو من عشرة عليه عمامة سوداء ، فقال : ويحك ما وراك ؟ قال : قلت قد والله فرغ من الرجل ، قال : فقال : تبا لكم آخر الدهر ، قال : فنظرت فإذا هو علي .

                                                                                ( 24 ) يعلى بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال : لما حصر عثمان أتى علي طلحة وهو مستند إلى وسائد في بيته فقال : أنشدك الله ، ما رددت الناس عن أمير المؤمنين فإنه مقتول ، فقال طلحة : لا والله حتى تعطي بنو أمية الحق من أنفسها .

                                                                                ( 25 ) وكيع عن عمران بن حدير عن أبي مجلز قال : عابوا على عثمان تمزيق المصاحف وآمنوا بما كتب لهم [ ص: 685 ]

                                                                                ( 26 ) أبو أسامة عن عوف عن محمد قال : خطب علي بالبصرة فقال : والله ما قتلته ولا مالأت على قتله ، فلما نزل قال له بعض أصحابه : أي شيء صنعت الآن يتفرق عنك أصحابك ، فلما عاد إلى المنبر قال : من كان سائلا عن دم عثمان فإن الله قتله وأنا معه ، قال محمد : هذه كلمة قرشية ذات وجه .

                                                                                ( 27 ) كثير بن هشام عن جعفر بن برقان قال : حدثنا العلاء بن عبد الله بن رافع عن ميمون قال : لما قتل عثمان قال حذيفة هكذا وحلق بيده وقال : فتق في الإسلام فتق لا يرتقه جبل .

                                                                                ( 28 ) أبو أسامة قال : حدثنا الثوري قال : حدثنا سالم المنقري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال : لما وقع من أمر عثمان ما كان ، وتكلم الناس في أمره ، أتيت أبي بن كعب فقلت : أبا المنذر ، ما المخرج ؟ قال : كتاب الله ، قال : ما استبان لك منه فاعمل به وانتفع به ، وما اشتبه عليك فآمن به وكله إلى عالمه .

                                                                                ( 29 ) عبيد الله بن موسى قال أخبرنا شيبان عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن صخر بن الوليد عن جزء بن بكير العبسي قال : جاء حذيفة إلى عثمان ليودعه أو يسلم عليه ، فلما أدبر قال : ردوه ، فلما جاء قال : ما بلغني عنك بظهر الغيب ، فقال : والله ما أبغضتك منذ أحببتك ، ولا غششتك منذ نصحت لك ، قال أنت أصدق منهم وأبر ، انطلق ، فلما أدبر قال : ردوه ؛ قال : ما بلغني عنك بظهر الغيب ، فقال حذيفة بيده هكذا ، ما بلغني عنك بظهر الغيب ، أجل والله لتخرجن إخراج الثور ثم لتذبحن ذبح الجمل ، قال : فأخذه من ذلك قال فأخذه من ذلك فكل ، فأرسل إلى معاوية فجيء به يدفع ، قال : هل تدري ما قال حذيفة ؟ قال : والله لتخرجن إخراج الثور ولتذبحن ذبح الجمل ، فقال : أولها لعثمان .

                                                                                ( 30 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا سلام بن مسكين قال : حدثني من رأى عبد الله بن سلام يوم قتل عثمان يبكي ويقول : اليوم هلكت العرب .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية