الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1296 ( وقرأ الأعمش : " إلى نصب إلى شيء منصوب يستبقون إليه ، والنصب واحد والنصب مصدر )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  الأعمش هو سليمان ، قوله : ( إلى نصب ) بفتح النون ، كذا في رواية الأكثرين ، وفي رواية أبي ذر بالضم والأول أصح ، وهو قراءة الجمهور ، وحكى الطبري أنه لم يقرأه بالضم إلا الحسن البصري ، وفي ( المعاني ) للزجاج : قرئت " نصب " نصب بضم النون وسكون الصاد ، ونصب بضم النون والصاد ، ومن قرأ نصب ونصب فمعناه كأنهم يوفضون إلى علم منصوب لهم ، ومن قرأ نصب فمعناه إلى أصنام لهم ، وكانت النصب الآلهة التي كانت تعبد من أحجار ، وفي ( المنتهى ) : النصب والنصب والنصب بمعنى مثل العمر والعمر والعمر ، وقيل : النصب حجر ينصب فيعبد ويصب عليه دماء الذبائح ، وقيل : هو العلم ينصب للقوم أي علم كان ، وفي ( المحكم ) : النصب جمع نصيبة كسفينة وسفن ، وقيل : النصب الغاية ذكره عبد في تفسيره عن مجاهد وأبي العالية ، وضعفه ابن سيده ، وقال ابن التين : قرأ أبو العالية والحسن بضم النون والصاد ، وقال الحسن فيما حكاه عبد في تفسيره : كانوا يبتدرون إذا طلعت الشمس إلى نصبهم سراعا أيهم يستلمها أولا لا يلوي أولهم على آخرهم ، وقال أبو عبيدة : النصب بالفتح العلم الذي ينصب ، ونصب بالضم جماعة مثل رهن ورهن ، قوله : يوفضون أي يسرعون وهو من الإيفاض كما مر ، وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، عن قرة ، عن الحسن في قوله : إلى نصب يوفضون أي يبتدرون أيهم يستلمه أول ، قوله : ( والنصب واحد والنصب مصدر ) أشار بهذا إلى أن لفظ النصب يستعمل اسما [ ص: 187 ] ويستعمل مصدرا ويجمع على أنصاب ، وقال بعضهم : النصب واحد والنصب مصدر ، كذا وقع فيه ، والذي في ( المعاني ) للفراء : النصب والنصب واحد وهو مصدر والجمع أنصاب فكان التغيير من بعض النقلة . ( قلت ) : لا تغيير فيه لأن البخاري فرق بكلامه هذا بين الاسم والمصدر ، ولكن من قصرت يده عن علم الصرف لا يفرق بين الاسم والمصدر في مجيئها على لفظ واحد .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية