الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                5621 [ ص: 698 ] ابن فضيل عن الصلت بن مطر العجلي عن عيسى المرادي عن معاذ قال : يكون في آخر هذا الزمان قراء فسقة ، ووزراء فجرة ، وأمناء خونة ، وعرفاء ظلمة ، وأمراء كذبة .

                                                                                ( 79 ) يعلى بن عبيد عن موسى الجهني عن قيس بن يزيد قال : حدثتني مولاتي سدرة أن جدي سلمة بن قيس حدثني ، قال : لقيت أبا ذر فقال : يا سلمة بن قيس ، ثلاث قد حفظتها لا تجمع بين الضرائر فإنك لن تعدل ولو حرصت ، ولا تعمل على الصدقة فإن صاحب الصدقة زائد وناقص ، ولا تغش ذا سلطان فإنك لا تصيب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينك أفضل منه .

                                                                                ( 80 ) الفضل بن دكين عن فطر عن أبي إسحاق عن عمارة بن عبد ، قال " قال حذيفة : اتقوا أبواب الأمراء فإنها مواقف الفتن ، ألا إن الفتنة شبيهة مقبلة وتبين مدبرة .

                                                                                ( 81 ) قال : وحدثنا أبو بكر قال حدثنا مالك بن إسماعيل قال : حدثنا عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي قال : حدثنا عمرو بن قيس عن المنهال بن عمرو ، قال عبد الرحمن : أظنه عن قيس بن السكن ، قال : قال علي على منبره : إني أنا فقأت عين الفتنة ، ولو لم أكن فيكم ما قوتل فلان وفلان وفلان وأهل النهر ، وأيم الله لولا أن تتكلوا فتدعوا العمل لحدثتكم بما سبق لكم على لسان نبيكم ، لمن قاتلهم مبصرا لضلالتهم عارفا بالذي نحن عليه ، قال : ثم قال : سلوني فإنكم لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين الساعة ولا عن فئة تهدي مائة وتضل مائة إلا حدثتكم ولا شايعها قال : فقام رجل فقال " يا أمير المؤمنين ، حدثنا عن البلاء ، فقال أمير المؤمنين : إذا سأل سائل فليعقل ، وإذا سأل مسئول فليتثبت ، إن من ورائكم أمورا جللا وبلاء مبلحا مكلحا ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، لو قد فقدتموني ونزلت جراهنة الأمور وحقائق البلاء لفشل كثير من السائلين ، ولأطرق كثير من المسئولين ، وذلك إذا فصلت حربكم وكشفت عن ساق لها وصارت الدنيا بلاء على أهلها حتى يفتح الله لبقية الأبرار ، قال : فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، حدثنا عن الفتنة ، فقال : إن الفتنة إذا أقبلت شبهت ، وإذا أدبرت أسفرت ، وإنما الفتن نحوم كنحوم الرياح ، يصبن بلدا ويخطئن آخر ، [ ص: 699 ] فانصروا أقواما كانوا أصحاب رايات يوم بدر ويوم حنين تنصروا وتوجروا ، ألا إن أخوف الفتنة عندي عليكم فتنة عمياء مظلمة خصت فتنتها ، وعمت بليتها ، أصاب البلاء من أبصر فيها ، وأخطأ البلاء من عمي عنها ، يظهر أهل باطلها على أهل حقها حتى تملأ الأرض عدوانا وظلما ، وإن أول من يكسر عمدها ويضع جبروتها وينزع أوتادها الله رب العالمين ، ألا وإنكم ستجدون أرباب سوء لكم من بعدي كالناب الضروس ، تعض بفيها ، وتركض برجلها ، وتخبط بيدها ، وتمنع درها ، ألا إنه لا يزال بلاؤهم بكم حتى لا يبقى في مصر لكم إلا نافع لهم أو غير ضار ، وحتى لا يكون نصرة أحدكم منهم إلا كنصرة العبد من سيده وأيم الله لو فرقوكم تحت كل كوكب لجمعكم الله أيسر يوم لهم ، قال : فقام رجل فقال : هل بعد ذلكم جماعة يا أمير المؤمنين ؟ قال : لأنها جماعة شتى غير أن أعطياتكم وحجكم وأسفاركم واحد والقلوب مختلفة هكذا ثم شبك بين أصابعه ، قال " مم ذاك يا أمير المؤمنين ؟ قال : يقتل هذا هذا ، فتنة فظيعة جاهلية ، ليس فيها إمام هدى إلا علم نرى نحن أهل البيت منها نجاة ولسنا بدعاة ؛ قال : وما بعد ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال : يفرج الله البلاء برجل من أهل البيت تفريج الأديم يأتي ابن خبره إلا ما يسومهم الخسف ، ويسقيهم بكأس مصيره ، ودت قريش بالدنيا وما فيها ، لو يقدرون على مقام جزر وجزور لأقبل منهم بعض الذي أعرض عليهم اليوم ؛ فيردونه ويأبى إلا قتلا .

                                                                                ( 82 ) وكيع عن عمران بن حدير عن السميط عن كعب قال : لكل زمان ملوك ، فإذا أراد الله بقوم خيرا بعث فيهم مصلحهم ، وإذا أراد بقوم شرا بعث فيهم مترفيهم .

                                                                                ( 83 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا شريك عن أبي اليقظان عن زاذان عن عليم قال : كنا معه على سطح ومعه رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أيام الطاعون ، فجعلت الخنازير تمر ، فقال يا طاعون خذني ، قال : فقال عليم " ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمنين أحدكم الموت ، فإنه عند انقطاع عمله ، ولا يرد فيستعتبه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بادروا بالموت ستا ، إمرة السفهاء ، وكثرة الشرط ، وبيع الحكم ، واستخفافا بالدم ، ونشوءا يتخذون القرآن مزامير ، يقدمونه ليغنيهم ، وإن كان أقلهم فقها .

                                                                                ( 84 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو عبيدة عن الحسن قال " إنما حبل الله هذا [ ص: 700 ] السلطان ناصر لعباد الله ودينه ، فكيف من ركب ظلما على عباد الله واتخذ عباد الله خولا ، يحكمون في دمائهم وأموالهم ما شاءوا ، والله إن يمتنع أحد ، والله ما لقيت أمة بعد نبيها من الفتن والذل ما لقيت هذه بعد نبيها .

                                                                                ( 85 ) أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن همام : قال : جاء إلى عمر رجل من أهل الكتاب فقال : السلام عليك يا ملك العرب ، قال عمر : وهكذا تجدونه في كتابكم ؟ أليس تجدون النبي ثم الخليفة ثم أمير المؤمنين ثم الملوك بعد ؟ قال له : بلى .

                                                                                ( 86 ) وكيع قال حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله وذكر رجلا فقال : أهلكه الشح وبطانة السوء .

                                                                                ( 87 ) جعفر بن عون عن الوليد بن جميع عن أبي بكر بن أبي الجهم عن أبي بردة بن دينار رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تذهب الدنيا حتى تكون عند لكع ابن لكع .

                                                                                ( 88 ) غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم أنه سمع أباه قال : رأيت عبد الرحمن بن عوف بمنى محلوقا رأسه يبكي ، يقول : ما كنت أخشى أن أبقى حتى يقتل عثمان .

                                                                                ( 89 ) عبد الله عن شيبان عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمرو قال : إنا لنجد في كتاب الله المنزل صنفين في النار : قوم يكونون في آخر الزمان معهم سياط كأنها أذناب البقر يضربون بها الناس على غير جرم لا يدخلون بطونهم إلا خبيثا ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها .

                                                                                ( 90 ) يحيى بن أبي كثير قال : حدثنا التياح بن بسطام الحنظلي قال حدثنا ليث بن أبي سليم عن طاوس عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها ستكون أمراء تعرفون وتنكرون ، فمن باراهم نجا ، ومن اعتزلهم سلم أو كاد ، ومن خالطهم هلك .

                                                                                ( 91 ) يحيى بن إسحاق قال أخبرني يحيى بن أيوب عن أبي قبيل عن يثيع عن النعمان بن بشير أنه قال : ابعثوا إلى أملة يذبون عن فساد الأرض ، فقال له كعب الأحبار : مه لا تفعل ، فإن ذلك في كتاب الله المنزل : أن قوما يقال لهم الأملة يحملون [ ص: 701 ] بأيديهم سياطا كأنها أذناب البقر ، لا يريحون ريح الجنة ، فلا تكن أنت أول من يبعث فيهم ، قال : ففعل فقلت أنا ليحيى : ما الأملة ؟ قال : أنتم تسمونهم بالعراق الشرط .

                                                                                ( 92 ) وكيع عن يزيد بن مردانبة عن خليفة بن سعد قال : رأيت عثمان في بعض طرق المدينة وهو يقول : مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن يسلط عليكم شراركم ، فيدعوا عليهم خياركم ، فلا يستجاب لهم ، قال : ورحمته حمله فأخذ بعضديه فقال : لا أموت حتى تدركني إمارة الصبيان .

                                                                                ( 93 ) وكيع عن النهاس بن قهم عن شداد أبي عمار قال : قال عوف بن مالك يا طاعون خذني إليك ، فقالوا : أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كلما طال عمر المسلم كان خيرا له ؟ قال : بلى ولكني أخاف ستا : إمارة السفهاء ، وبيع الحكم ، وسفك الدم ، وقطيعة الرحم ، وكثرة الشرط ، ونشوءا ينشئون يتخذون القرآن مزامير .

                                                                                ( 94 ) الفضل بن دكين قال حدثنا عبيد بن طفيل أبو سيدان الغطفاني قال حدثني ربعي بن حراش عن عمر بن الخطاب قال : اتركوا هؤلاء الفطح الوجوه ما تركوكم ، فوالله لوددت أن بيننا وبينهم بحرا لا يطاق .

                                                                                ( 95 ) حميد بن عبد الرحمن عن حسن عن عبد الملك بن أبي سليمان قال : سألت أبا جعفر : هل في هذه الأمة كفر ؟ قال : لا أعلمه ، ولا شرك ، قال : قلت : فماذا ؟ قال : بغي .

                                                                                ( 96 ) يزيد بن هارون قال : أخبرنا سفيان بن نشيط قال حدثني أبو عبد الملك مولى بني أمية قال : سمعت أبا هريرة يقول : تكون فتنة لا ينجي منها إلا دعاء كدعاء الغريق .

                                                                                ( 97 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد عن الجريري عن ابن المثنى عن أبي أمامة قال : لا تقوم الساعة حتى يتحول شرار أهل الشام إلى العراق ، وخيار أهل العراق إلى الشام .

                                                                                ( 98 ) غندر عن شعبة عن سماك عن أبي الربيع عن أبي هريرة قال : ويل للعرب من شر قد اقترب : إمارة الصبيان ، إن أطاعوهم أدخلوهم النار ، وإن عصوهم ضربوا أعناقهم

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية