الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1865 وحدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي حدثني ابن شهاب الزهري حدثني عطاء بن يزيد الليثي أنه حدثهم قال حدثني أبو سعيد الخدري أن أعرابيا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الهجرة فقال ويحك إن شأن الهجرة لشديد فهل لك من إبل قال نعم قال فهل تؤتي صدقتها قال نعم قال فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئا وحدثناه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي حدثنا محمد بن يوسف عن الأوزاعي بهذا الإسناد مثله غير أنه قال إن الله لن يترك من عملك شيئا وزاد في الحديث قال فهل تحلبها يوم وردها قال نعم

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم للأعرابي الذي سأله عن الهجرة : ( إن شأن الهجرة لشديد ، فهل لك من إبل ؟ قال : نعم ؛ قال : فهل تؤتي صدقتها ؟ قال : نعم ، قال : فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئا ) أما ( يتر ) فبكسر التاء معناه : لن ينقصك من ثواب أعمالك شيئا حيث كنت ، قال العلماء : والمراد بالبحار هنا القرى ، والعرب تسمي القرى البحار ، والقرية البحيرة .

                                                                                                                قال العلماء : والمراد بالهجرة التي سأل عنها هذا الأعرابي ملازمة المدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم وترك أهله ووطنه ، فخاف عليه النبي صلى الله عليه وسلم ألا يقوى لها ، ولا يقوم بحقوقها ، وأن ينكص على عقبيه ، فقال له : إن شأن الهجرة التي سألت عنها لشديد ولكن اعمل بالخير في وطنك ، وحيث ما كنت فهو ينفعك ، ولا ينقصك الله منه شيئا . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية