الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6520 ) فصل : وإن غاب الزوج بعد تمكينها ووجوب نفقتها عليه ، لم تسقط عنه ، بل تجب عليه في زمن غيبته ; لأنها استحقت النفقة بالتمكين ، ولم يوجد منها ما يسقطها . وإن غاب قبل تمكينها ، فلا نفقة لها عليه ; لأنه لم يوجد الموجب لها . فإن بذلت التسليم وهو غائب ، لم تستحق نفقة ; لأنها بذلته في حال لا يمكنه التسليم فيه ، لكن إن [ ص: 183 ] مضت إلى الحاكم ، فبذلت التسليم ، كتب الحاكم إلى حاكم البلد الذي هو فيه ليستدعيه ويعلمه ذلك ، فإن سار إليها ، أو وكل من يسلمها إليه ، فوصل ، وتسلمها هو أو نائبه ، وجبت النفقة حينئذ ، وإن لم يفعل ، فرض الحاكم عليه نفقتها من الوقت الذي كان يمكن الوصول إليها وتسلمها فيه ; لأن الزوج امتنع من تسلمها مع إمكان ذلك ، وبذلها إياه له ، فلزمته نفقتها ، كما لو كان حاضرا . وإن كانت الزوجة صغيرة ، يمكن وطؤها ، أو مجنونة ، فسلمت نفسها إليه ، فتسلمها ، لزمته نفقتها كالكبيرة ، وإن لم يتسلمها ، لمنعها نفسها ، أو منع أوليائها ، فلا نفقة لها عليه .

                                                                                                                                            وإن غاب الزوج ، فبذل وليها تسليمها ، فهو كما لو بذلت المكلفة التسليم ، فإن وليها يقوم مقامها . وإن بذلت هي دون وليها ، لم يفرض الحاكم النفقة لها ; لأنه لا حكم لكلامها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية