الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
إن الذي عارض القرآن بشعر امرئ القيس لأضل من حمار باهلة ، وأحمق من هبنقة .

لو كان شعره كله كالأبيات المختارة التي قدمناها ، لأوجب البراءة منه قوله :


وسن كسنيق سناء وسنما ذعرت بمدلاج الهجيز نهوض



قال الأصمعي : لا أدري ما السن ، ولا السنيق ، ولا السنم ؟ ! وقال بعضهم : السنيق : أكمة .

[ ص: 212 ] وقال فيها :


له قصريا عير وساقا نعامة     كفحل الهجان القيسري العضوض



وقوله :


عصافير وذبان ودود     وأجرأ من مجلحة الذئاب



وزاد في تقبيح ذلك وقوعه في أبيات فيها :


فقد طوفت في الآفاق حتى     رضيت من الغنيمة بالإياب
وكل مكارم الأخلاق صارت     إليه همتي وبها اكتسابي



وكقوله في قصيدة قالها في نهاية السقوط :


أزمان فوها كلما نبهتها     كالمسك فاح وظل في الفدام
أفلا ترى أظعانهن بواكرا     كالنخل من شوكان حين صرام
وكأن شاربها أصاب لسانه     موم يخالط جسمه بسقام



وكقوله :


لم يفعلوا فعل آل حنظلة     إنهم جير بئسما ائتمروا
[ ص: 213 ] لا حميري وفى ولا عدس     ولا است عير يحكها الثفر
إن بني عوف ابتنوا حسبا     ضيعه الدخللون إذ غدروا



وكقوله :


أبلغ شهابا بل وأبلغ عاصما     ومالكا هل أتاك الخبر مال
أنا تركنا منكم قتلى بخو     عى وسبيا كالسعالي
يمشين بين رحالنا معـ     ـترفات بجوع وهزال



* * *

ولم يقع مثل ذلك له وحده ؛ فقد قال الأعشى :


فأدخلك الله برد الجنا     ن جذلان في مدخل طيب



وقال أيضا :


فرميت غفلة عينه عن شاته     فأصبت حية قلبها وطحالها



وقال في فرسه :


ويأمر لليحموم كل عشية     بقت وتعليق فقد كاد يسنق



[ ص: 214 ] وقال :


شاو مشل شلول شلشل شول



وهذه الألفاظ في معنى واحد .

وقد وقع لزهير نحوه ، كقوله :


فأقسمت جهدا بالمنازل من منى     وما سحفت فيه المقاديم والقمل



كيف يقول هذا في قصيدة يقول فيها :


وهل ينبت الخطي إلا وشيجه     وتغرس إلا في منابتها النخل



وكقول الطرماح :


سوف تدنيك من لميس سبنتا     ة أمارت بالبول ماء الكراض



السبنتاة : الناقة الصلبة . والكراض : ماء الفحل ، أسالت ماء الفحل مع البول ، فلم تعقد عليه ، ولم تحمل ، فتضعف ، والمائر : السائل .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية