الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( ويشير بالسبابة في تشهده مرارا ) وكذا قال في الهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والمستوعب ، والخلاصة والمحرر ، وشرح المجد ، وإدراك الغاية ، وتجريد العناية ، والمنور ، ومجمع البحرين ، وغيرهم وقدمه في الفروع ، وقال في الرعاية الصغرى ، والحاويين : يشير بالمسبحة ثلاثا وجزم به في الوجيز ، وتذكرة ابن عبدوس . قلت : يحتمل أنه مراد الأول ، وقال في التلخيص ، والبلغة ، والرعاية الكبرى : مرتين أو ثلاثا ، وذكر جماعة يشير بها ، ولم يقولوا مرارا منهم الخرقي ، والمصنف في العمدة قال [ ص: 76 ] في الفروع : وظاهره مرة ، وهو ظاهر كلام أحمد والأخبار ، وقال : ولعله أظهر .

تنبيه : الإشارة تكون عند ذكر الله تعالى فقط ، على الصحيح من المذهب وجزم به في الكافي ، والمغني ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، وغيرهم وقدمه في الفروع وغيره ، وقيل : عند ذكر الله وذكر رسوله قدمه في الشرح ، وابن تميم ، والفائق ، وذكر بعضهم : أن هذا أصح الروايتين ، وعنه يشير بها في جميع تشهده ، وقيل : هل يشير بها عند ذكر الله وذكر رسوله فقط ، أو عند كل تشهد ؟ فيه روايتان .

فائدتان . الأولى : لا يحرك إصبعه حالة الإشارة ، على الصحيح من المذهب ، وقيل : يحركها ، ذكره القاضي ، الثانية : قوله ويشير بالسبابة هذا المذهب ، وعليه الأصحاب قال في الفروع : وظاهره لا بغيرها ، لو عدمت . ووجه احتمالا أنه يشير بغيرها إذا عدمت ، وما هو ببعيد ، وقال في الرعاية الكبرى : وعنه يشير بالإبهام طول الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويقبض الباقي .

قوله ( ويبسط اليسرى على الفخذ اليسرى ) هكذا قال أكثر الأصحاب وقدمه في الفروع وغيره ، وقال في الكافي : ويستحب أن يفعل ذلك ، أو يلقمها ركبته قال في النكت : وهو متوجه لصحة الرواية واختاره صاحب النظم .

تنبيه : ظاهر قوله ( هذا التشهد الأول ) أنه لا يزيد عليه ، وهو صحيح ، وهو المذهب ، وعليه الجمهور ونص أحمد : أنه إن زاد أساء ، ذكره القاضي في [ ص: 77 ] الجامع ، واختار ابن هبيرة زيادة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واختاره الآجري وزاد وعلى آله .

التالي السابق


الخدمات العلمية